أبي الذي في خاطري ..أحد ابطال حرب اكتوبر المجيده
القوات الجوية المصرية:
هي فرع الطيران العسكري في القوات المسلحة المصرية، أُنشأت بطلب تم تقديمه من البرلمان المصري إلى الحكومة (عام 1928) لتكون جزءاً من الجيش المصري، وصدر لاحقاً قراراً ملكياً بتحويلها إلى فرعاً مستقلاً بذاته.
شاركت القوات الجوية المصرية منذ إنشائها في معظم النزاعات التي كانت مصر طرفاً فيها مثل:
(حرب سنة 1948)، (حرب اليمن)، (حرب سنة 1967)، (حرب الإستنزاف)، (حرب أكتوبر سنة 1973).
شعار القوات الجوية المصرية:
(إلى العلا في سبيل المجد).
اب قيد الإستدعاء الدائم وبنوه تترقب وتنتظر بصبر!
شرفت بأن اكون إبنه لأحد رجال القوات المسلحةالمصرية، واحد أبطال قواتنا الجويه وحرب اكتوبر المجيده، كانت ولادتي وإخوتي أثناء فترات الإستنزاف والحروب، وكان أبي الغائب الحاضر اما مشاركاً في أحدها وإما في حالة طوارئ بالقاعدة الجوية إستعداداً لتلقي الأوامر وإشارة البدأ من قيادته هو وزملائه، اتذكر دائماً دموع امي وهو خارج لعمله في زيهُ العسكري محملاً بالدعوات ومودعه إياه بالبكاء خوفاً عليه من مصيرٍ تعلمه، وكنا في صغرنا لا نعي مايحدث بشكلٍ كافٍ ولكننا كنا نبكي إثر بكائها وننتظر بلهفة وقلق عودتهُ لنا وجلوسنا حولاً منه وهو يروي لها ما كان من أمره أثناء فترة غيابه عنا.
أبي الغائب الحاضر:
كان أبي دائماً تحت الإستدعاء في اي وقت من الليل أو النهار، قد يخرج لعمله المعتاد ويعود عصراً، وقد يخرج ولا يعود بالأيام والأسابيع حسب تطورات الوضع في الجيش.
كنا دائمون الإنتظار لعودته بلهفه وترقب، وكنت أعشق رؤيته في زي العمل، فلقد كان أبي رجلاً وسيماً، ممشوقا ذو قامة طويله رياضيه، كم كان يليق بملابسه العسكرية.
احمل بذاكرتي حكاويه أثناء جلساتنا العائليه بعد عودته للمنزل عن التدريبات العسكريه والهبوط المظلي وتدريباتهم علي مهارات التعايش في الصحراء وتحت ظل اي ظروف طارئه صعبه قد يجد الضابط نفسه ضمنها في اي وقت، ونحن نلاحقه بعيوننا بإنبهار، اتذكر ايضاً قلادتهُ العسكريه والتي كان يرتديها حول رقبته أثناء خروجه للعمل وهي (بطاقة الهويه العسكريه للضباط والجنود) وتحمل تلك القلاده مايشبه السبيكه، عليها إسمه ورقمه العسكري وفصيلة دمه كي يتم التعرف علي جسده إذا اصيب او لاقي حتفه في المعركه او سقطت طائرته علي اي ارض وهي مصنوعه من ماده غير قابله للإنصهار وخفيفة الوزن، كنت اعشق تلك القلاده لما يصاحبها من شعور بالفخر والإعتزاز بأن والدي قد كان أحد المحاربين القدماء.
اتذكر أيضاً حين كان يصطحبنا معه ونحن أطفال الي (قاعدة الماظه الجويه) في ذكري نصر أكتوبر من كل عام وإحتفالات القوات المسلحة، وكنا ندخل معه الي الطائرات ونري غرف التحكم من الداخل ومجسمات معركة أكتوبر وكيف جرت الحرب في الواقع ونستمع إلي شرح زملائه من ضباط الأسلحة الآخري لأحداث المعركة، لقد كنا نجلس بمقاعد الجنود والضباط علي متن تلك الطائرات، واتذكر شعور الرهبه الممزوج بمتعه حين دخلنا إلي الطائره التي يعمل عليها والدي وهي (الطائره C130)، حاملة الجنود والمعدات والأسلحه والسيارات العسكرية والإسقاط المظلي، اتذكر ايضاً ذهابنا معه إلي ال (simulator) وهو مركز محاكاة التدريبات علي الطيران.
لقد كنت أضع علي باب غرفتي رمز القوات الجويه تعبيراً عن فخري وإعتزازي بأبي وعمله وشرف مهنته، واتشرف ايضاً بأنني زوجة أحد رجال القوات البحرية المصرية واحمل له نفس التقدير والإحترام وإحساس الفخر.
ادام الله لنا مصرنا الحبيبة مرفوعة الراية والهامة، قوية، صلبة، لا تهان ولا تنحني.
دعاء خطاب