البطالة شماعة..والسبب قلة المهارات و الكفاءات

البطالة شماعة..والسبب قلة المهارات و الكفاءات

 

بقلم دكتورة دليلة مختار

يتخرج كل سنة ملايين الطلاب من مختلف الكليات و المعاهد المصرية و الدولية، يتنافسون على إيجاد وظائف تتناسب و تخصصهم العلمي، و يتصادم الكثير منهم في عدم تلبية سوق العمل لطلباتهم في العمل، فيكون ردهم ( عندنا بطالة).

و لكن الصدمة هو أنه لا توجد لدينا بطالة بالقدر الذي يصوره لنا البعض ، نعم و أنا مسؤولة مسؤولية كاملة على هذا التصريح ،كوني أعمل في مجال الشؤون الشبابية و التدريب و التعليم.

منذ أكثر من عشرين سنة وترأسي لأحد كبرى الكيانات الشبابية في مصر منذ أكثر من عشرة سنوات (المجلس الوطني للشباب) ، قضيتها و أقضيها يوميا مع مختلف فئات المجتمع لا سيما الشباب الطلبة منهم و الخريجين من تخصصات علمية و مهنية مختلفة.

و ما يؤكد كلامي هو افتقاد البعض من هؤلاء الشباب لأهم المهارات الشخصية و المهنية التي تؤهلهم لسوق العمل، أو بعبارة أخرى التي يتطلبها سوق العمل.

و التي تتزامن مع المنافسة الكبيرة في التقدم التكنولوجي و عصر الذكاء الإصطناعي الذي أصبح يهدد بزوال العنصر البشري و مسؤولياته في بعض القطاعات في الشركات و المؤسسات و استبداله ببرامج و تطبيقات ذكية.
فلابد من الإهتمام بالتدريب أثناء فترة الدراسة في مختلف المهارات الأساسية لا سيما الشخصية و التي تمثل بوابة مهمة في الإلتحاق بأية وظيفة، و الحصول على دورات متخصصة تزود المهارات الفنية،و مواكبة التطورات الإقتصادية و متطلباتها لإيجاد فرص عمل جادة من شأنها رفع مكانة الشخص و تطوره و تقدمه في مجال عمله وصولا إلى تبوئه مكانة يستحقها، تعود بالفخر لشخصه و لمجتمعه.

مهارات شخصية و مهنية

تؤهلك لسوق العمل و الترقية في العمل

– كتابة السيرة الذاتية و خطاب التقديم أو الخطاب التعريفي (بشكل حرفي)
– مهارات بناء و إدارة الشخصية
– فنون كتابة و عروض المشاريع
– إدارة الوقت
– مهارات التفاوض
– مهارات التأقلم و التكيف
– لغة الجسد
-مهارات التواصل الفعال

 والقائمة تطول تتوقف على إرادة و رغبة الشخص في التعلم و إكتساب المزيد من المهارات لا سيما المستجدة.
من تعلم لغة قوم أمن شرهم و المهم فالأهم هو ضرورة تعلم لغة أجنبية،بل و في ظل المنافسة الشديدة التي ذكرناها في بداية المقال، و زيادة المشاريع القومية التي تقوم بها الدولة بتنفيذ القطاع الخاص المحلي و الأجنبي من خلال الشركات العملاقة و متعددة الجنسيات, يفضل اكتساب أكثر من لغة.

و لتكن إحدى لغات الأمم المتحدة الستة المعتمدة و المتمثلة في اللغات:

( الصينية، الإنجليزية، العربية، الفرنسية، الروسية و الإسبانية)
حتى لو لم يتمكن الشاب من الإلتحاق بمدارس أجنبية .

فإنه بإمكانه تعلم أية لغة يرغب في تعلمها مجانا أو برسوم مخفضة إذا ما استخدم الإنترنت في غرضه الإيجابي التنموي من خلال التعلم عن بعد، والذي توفره العديد من المنصات التعليمية و التدريبية .

كما أن التطوع و الإنخراط في العمل في إحدى منظمات المجتمع المدني يرفع من درجات المهارات و الكفاءة لما يكسب الفرد من خبرات و إمكانيات يتفوق بها عن غيره .

سر النجاح ،التدريب المبكر

فكل ما تم ذكره يعتبر جواز سفر دبلوماسي يعبر به الباحث عن وظيفة أية بوابة لسوق العمل في تخصصه، يميزه عن غيره و يتفوق عنهم حتى ممن حصلوا على تقديرات عالية في الجامعة أو المعهد، شرط أن يكون التدريب في فترة المدرسة و الجامعة.
لأن العبرة من ذلك هو صناعة السيرة الذاتية مبكرا ، تكون بمثابة سلاح يستعد به المحارب لمعركة سوق العمل قبل أوانها، تكون جاهزة متى أتيحت له الفرصة.

لا حديث عن التمكين دون التدريب

و أخيرا نود الإشارة إلى أن العديد من تلك التدريبات و المهارات التي ذكرناها توفرها قطاعات كبيرة من الدولة مثل الوزرات، و شركات عديدة في القطاع الخاص، بالإضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني لا سيما الشبابية التي تعمل في إطار التدريب.

فما على الشباب سوى البحث و السعي و الإرادة القوية و العزيمة على الوصول و النجاح ، فلا مجال للحديث عن التمكين دون تدريب ، و لا مجال للمحسوبية أمام الكفاءات العالية.

كاتبة المقال

دكتورة دليلة مختار 

رئيس المجلس الوطنى للشباب

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.