لها عالمها الخاص الذي لا يشبه واقعها ، عالم ترسم فيه حلمها كما تتمنى
ومثلما تريد حتى أنها كانت أحيانا تغمض عينيها وتسافر بخيالها بعيدا إلى أن تنتهي رحلتها
بابتسامة وتنهيدة وكأن الحلم صار حقيقة بالفعل ….
ولكن للأسف كانت دوما تستفيق على صفعة مؤلمة من الواقع على وجه الحلم
فتشعر بإحباط شديد وربما تبكي وتعيش أياما وهي حزينة ومكتئبة ويائسة ….
ثم تعود بعد فترة إلى عالمها من جديد لتبحث عن سعادتها المفقودة في حلم آخر
لعله يصير واقعا في يوم من الأيام ،
وهكذا عاشت فترات كثيرة من عمرها ما بين الحلم والحزن …
ومع مرور الزمان أدركت أنها كانت تبالغ في الخيال ، وكان يتوجب عليها ألا تتطلع
إلى ما يصعب حدوثه ويستحيل تحقيقه ،كان عليها أن تتمنى وتدعو الله فقط ولا تعيش الحلم
بكل تفاصيله حتى لا تتألم …
لقد نضجت وأصبحت تحمد الله على ما حدث ولا تحزن على مالا يحدث ،
أيقنت أن ما كتبه الله لها سوف تحصل عليه رغم كل العثرات ، ومالا يقدره الله
لها فقد منعه عنها لحكمة ….
لذا تركت كل أمورها لله وقررت أن تعيش الباقي من عمرها
وهي راضية بقضاء الله وقدره فوجدت السعادة والراحة في القناعة والرضا .
….