القاهرة أكثر حزماً وباريس تميل للدبلوماسية مع الملف الفلسطيني

القاهرة أكثر حزماً وباريس تميل للدبلوماسية مع الملف الفلسطيني

بقلم: طه المكاوي

أكدت الدكتورة عقيلة دبيشي، مدير المركز الفرنسي للدراسات، أن العلاقات المصرية–الفرنسية تجاه الملف الفلسطيني–الإسرائيلي تتسم بمزيج من التوافق والتباين، حيث يلتقي الطرفان على ضرورة منع انفجار إقليمي واسع، مع التمسك بمبدأ “حل الدولتين”، لكنهما يختلفان في زاوية الرؤية والأولويات.

اختلاف في الأولويات

أوضحت دبيشي أن مصر تتحرك بدافع أمنها القومي المباشر، فهي تضع في حساباتها خطورة امتداد الصراع إلى سيناء وضرورة ضبط الحدود مع غزة، ما يجعل مقاربتها أكثر حزماً وارتباطًا بإجراءات عملية على الأرض.

في المقابل، باريس تميل إلى خطاب أكثر دبلوماسية، إذ تحاول الموازنة بين تعاطفها التاريخي مع القضية الفلسطينية وبين الضغوط الأوروبية والأمريكية التي تكبح أي مواجهة مباشرة مع السقف الإسرائيلي.

البحر الأحمر أولوية مشتركة

وفي سياق آخر، تناولت دبيشي ملف البحر الأحمر وباب المندب، مشيرة إلى أن فرنسا قلقة من التوترات المتصاعدة في المنطقة، لما تمثله من تهديد مباشر لشريان التجارة الأوروبية عبر قناة السويس. وقد دفعت هذه المخاوف باريس إلى نشر قطع بحرية ضمن مهام حماية الملاحة.

تفاهمات أمنية غير معلنة

كشفت دبيشي أن هناك تفاهمات أمنية غير معلنة بين القاهرة وباريس، تشمل التنسيق البحري وتبادل المعلومات الاستخباراتية، بهدف حماية المصالح المشتركة وتفادي أي تهديد محتمل سواء على مستوى الملاحة الدولية أو الأمن الإقليمي.

رأي تحليلي

يمكن القول إن العلاقة المصرية–الفرنسية قائمة على تبادل المصالح وتوازن الأدوار؛ فبينما تملك القاهرة القدرة على فرض وقائع أمنية بحكم الجغرافيا والدور التاريخي، تسعى باريس إلى توظيف نفوذها الدبلوماسي والعسكري للحفاظ على حضورها في الشرق الأوسط والبحر الأحمر. هذا التداخل بين الحزم المصري والدبلوماسية الفرنسية قد يشكل نموذجًا تكامليًا إذا ما أُحسن استثماره، لكنه يظل معرضًا للاهتزاز في حال تصاعد الضغوط الدولية أو تبدّل أولويات أحد الطرفين.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.