القمة العربية بين الواقع والطموح: هل تحدث فرقا في أزمة غزة أم تكتفي بالإدانة؟

القمة العربية تتأرجح بين القرار المصيري وتكرار النهج التقليدي

من المتوقع أن تعيد القمة العربية التأكيد على موقف عربي موحد يدين العدوان الإسرائيلي ويدعو إلى وقف إطلاق النار، لكن فعالية هذه المواقف ستظل مرهونة بقدرة الدول العربية على تحويلها إلى إجراءات ملموسة. 

مسقط: ريهام طارق 

قد تشمل التحركات الدبلوماسية جهودًا مكثفة للوساطة عبر مصر وقطر أو من خلال مجلس الأمن، إلا أن نجاحها يعتمد بشكل أساسي على مواقف القوى الكبرى، خاصة الولايات المتحدة والأمم المتحدة. 

أما من الجانب الإنساني، قد تشهد القمة التزامات جديدة بتقديم مساعدات لغزة، وهي خطوة مهمة لكنها لا تعالج جوهر الأزمة.

ومن الجانب السياسي، فإن اتخاذ قرارات جريئة مثل فرض عقوبات اقتصادية على إسرائيل أو مراجعة اتفاقيات التطبيع قد يشكل نقطة تحول، لكنه يظل احتمالًا ضعيفًا في ظل الانقسامات العربية العميقة.

اقرأ أيضاً: الهدنة في غزة.. تقع تحت أنياب إصرار حماس وتحايل اسرائيل

السيناريوهات المحتملة للقمة العربية القادمة: 

السيناريو الأرجح والمتوقع المتمثل في إصدار بيان إدانة ودعم للقضية الفلسطينية دون ترجمة ذلك إلى إجراءات فعلية، وهو الخيار الأكثر تكرارا في القمم السابقة.

السيناريو الثاني هو السيناريو التقليدي الذي يرتكز على تكثيف الجهود الدبلوماسية من خلال وساطات عربية ودولية تهدف إلى تحقيق تهدئة، لكنه يظل قاصرا لأنه لن يدعم بآليات ضغط فعالة. 

أما السيناريو الثالث، وهو الأقل ترجيحا، فيتمثل في اتخاذ قرارات حاسمة مثل فرض عقوبات اقتصادية على إسرائيل أو إعادة تقييم العلاقات معها، وهي خطوات قد تحمل تأثيرًا ملموسا، لكنها تصطدم بتباين المواقف السياسية للعالم العربي.

اقرأ أيضاً: ريهام طارق تكتب: مشروع “ريفيرا الشرق الأوسط” بين التصعيد والحل المزعوم!

هل ستكون هذه القمة مختلفة؟  

على الرغم من أن القمة تشكل فرصة حقيقية لتوحيد الصف العربي، إلا أن مدى فاعليتها يعتمد على إرادة الدول الأعضاء وقدرتها على ترجمة قراراتها إلى خطوات ملموسة ، في  غياب الضغوط السياسية والاقتصادية الجدية على إسرائيل، ستظل القمة مجرد اجتماع آخر يضاف إلى سجل القمم التي لم تحدث تغييرًا جوهريا في مسار القضية الفلسطينية.

اقرأ أيضاً: ريهام طارق تكتب: مؤامرة التهجير تنكشف.. ومصر والأردن يعلنان المواجهة!

وهنا نقف أمام السؤال الأهم: هل ستنجح الدول العربية في صياغة موقف موحد يترجم إلى إجراءات عملية؟.. أم تظل القمة العربية مجرد محطة جديدة في سلسلة اللقاءات التي تكتفي بإدانة الواقع دون المساس به؟

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.