اللايفات والثراء السريع عندما ينهار التعليم والقيم أمام بريق المال
اللايفات والثراء السريع عندما ينهار التعليم والقيم أمام بريق المال
اللايفات والثراء السريع…يشهد عالمنا اليوم تحولا سريعا في قيم الشباب وأولوياتهم تحولا يثير القلق والأسى على حد سواء ففي زمن التكنولوجيا المتسارعة تصبح الشهادات الجامعية رمزا للماضي بينما تضيئ أضواء اللايفات على تيك توك كطريق سريع حتي وإن كان ملتويا نحو الثراء السريع حتى لو كان ذلك على حساب الأخلاق والقيم
بقلم / ياسر عبدالله
أصبحت ظاهرة الإنغماس في عالم اللايفات مع ما يصاحبه من فساد أخلاقي وأحكام مهينة لجني المال مصدر قلق بالغ يستدعي وقفة جادة حيث تظهر هذه الظاهرة انهيارا مقلقا في منظومة القيم والأخلاق حيث يفضل بعض الشباب وليس جميعهم الطريق السريع نحو المال حتى لو كان ذلك على حساب كرامتهم ومستقبلهم فبدلا من السعي وراء التعليم والمعرفة يركزون جهودهم على جذب المشاهدين في اللايفات مستخدمين أساليب مثيرة للجدل وعري وفساد أخلاقي متدني وغالبا ما تكون مهينة لجذب الإنتباه والحصول على التبرعات والهدايا من الداعمين الغير معروف هويتهم إلا انهم هم باب الثراء السريع حيث تصبح الشهرة الهدف الأسمى حتى و لو كان ذلك على حساب الأخلاق والإحترام
تعتبر الأحكام المهينة من أبرز سمات هذه الظاهرة ففي سبيل جلب الأموال يلجأ البعض إلى إطلاق أحكام قاسية على الفتيات وإجبارهم علي إظهار مفاتنهم والتعري أمام المشاهدين مستخدمين لغات بذيئة و سلوكيات مهينه كل ذلك بهدف إثارة المشاعر والتحكم في ردود أفعال المشاهدين حيث يصبح الإستعراض وسيلة لتحقيق الربح حتى لو كان ذلك على حساب الكرامة الإنسانية.
وليس الأمر مقتصرا على الإستعراض فقط بل يتعداه إلى الفساد الأخلاقي المتزايد فبعض اللايفات تروج للسلوكيات المنحرفة وتشجع على التنافس في إظهار الجسد أو فضح أسرار البيوت غافلين تماما عن القيم الأخلاقية والدينية حيث يصبح اللايف عالم منفتح على كل أنواع الفساد والإنحراف مهددا بإفساد أجيال كاملة
ولكن لا يجب أن نعمم هذه الظاهرة على جميع الشباب فلا يزال هناك الكثير من الشباب الملتزمين الذين يؤمنون بأهمية التعليم والمعرفة والذين يسعون لبناء مستقبل مشرق لأنفسهم ولبلادهم ولكن تمثل هذه الظاهرة جرس إنذار يحذرنا من خطورة التحول السريع في قيم الشباب وأخلاقيتهم ويلزمنا بالبحث عن حلول سريعة وجذرية لهذه المشكلة
ومن بين هذه الحلول المقترحة:
– تعزيز دور الأسرة والمدرسة:
يجب على الأسرة والمدرسة العمل معا على غرس القيم الأخلاقية السليمة في نفوس الأطفال والشباب وتعليمهم أهمية التعليم والمعرفة وتوجيههم نحو إستخدام التكنولوجيا بشكل إيجابي
– التشريع والقوانين:
يجب سن قوانين صارمة تعاقب على الفساد الأخلاقي والأفعال المهينة في اللايفات وتحمي الشباب من الإستغلال
– حملات توعية مكثفة:
يجب شن حملات توعية واسعة النطاق تبرز مخاطر هذه الظاهرة وتشجع الشباب على إتباع السلوكيات الإيجابية
– توفير فرص العمل
يجب توفير فرص عمل لائقة للشباب للتقليل من إغراء الثراء السريع عبر اللايفات
وفي النهاية إن إغلاق اللايفات ليس الحل بل إصلاح ما يحيط بها هو المطلوب يجب العمل على إعادة بناء منظومة القيم وتعزيز دور التعليم وتوفير الفرص اللائقة للشباب ليصبحوا قوة إيجابية تساهم في بناء مستقبل أفضل فالمستقبل لا يبنى باللايفات بل بالعلم والعمل والأخلاق فيجب علينا أن نتكاتف جميعا شعبا وجيشا وشرطة وجميع المؤسسات لبناء مصر الجمهورية الجديدة جمهورية الأمل والعمل.