ولد الضياء والبدر لاح رضابُ
والنور أشرق ببكة يطرق الأبواب
والنَّسم فاح بعطره الأثواب
ترِبَت يداك إن لم تقبّل من اصطفى الوهَّاب
يا أمة يعرب.. سيفيض موجٌ عباب
بشراه جاءت تهدينا بين رواب
يا من ظننت نفسك ساساناً أم ما تَشَا
قد جاءك المصطفى.. فله جنود كسرى باؤا
يا كاتب التاريخ صهٍ.. فهذا النبيّ
جمع الصفات واسمه قدسيٌّ وضّاء
أحمدٌ ومحمودٌ ومحمداً تحلو به الأسماء
صلوا على خير من جاء هاديا الورى
وشفيعنا يوم نرشِف بين كفيه الماء
عِشنا ظلاماً ودلجة أصابت الأجواء
أمَا وقد جاء بريٍّ تروم منه رواء
هلموا إلى استقباله يا كلَّ ذا جاهٍ أمْ فقراء
هلموا إليه يا كل من ملك القوى ومن جاءوا
وتغنّوْا في محيّاه أهازيج غناء
يا علَمَ الهدى أقبِل.. يا قائد الإسراء
يا خير من وطأت قدماً بطحاء
يا من بحضرته سكونُ الكائنات ورقصُ فضاء
اغرورقت العيون بغوثِه رجالاً أمْ نساء
الفرسُ والروم والعُجمُ.. بموُلدك أضحوا غثاء
شكوانا إليك رفعناها بما صاب القلوب والأنواء
رُحماكَ يا أيها المبعوث باستثناء
فانشر العالم زُلفى من الرّحماء
نجماً تجلّى بالسما.. ومطير مهدك قد غمَر الأنحاء
قبَساً من وُحيّ الله تزفّ منه لواء
للعالمين أُرسلت منهم ولهم مِهداء
شآبيبٌ من الرحمات لكل الكائنات رداء
صلى عليك الله وآلك وصحبك الأكرمين
والنَّفس تواقةٌ لترى إمام الأنبياء
أيا سيدي… لا تردّ لنا رجاء
هل إلى رجعٍ إلينا تعتلي صَهوة القصواء؟
…