بمشاركة وزير الاتصالات.. مصر تشارك الصين احتفالاتها بالعيد الوطني الـ76
تعاون تكنولوجي متعدد الأبعاد.. من كابلات الألياف الضوئية إلى الذكاء الاصطناعي
شراكة عابرة للقارات.. مصر والصين تكتبان فصلا جديدا من التعاون الاستراتيجي
كتب باهر رجب
في لفتة دبلوماسية تؤكد متانة العلاقات الثنائية، شارك الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، نيابة عن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، في احتفالية سفارة الصين بالقاهرة بمناسبة العيد الوطني الـ 76 لجمهورية الصين الشعبية، بحضور لياو ليتشيانج سفير الصين بالقاهرة، والمستشار محمود فوزي وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، وعدد من الوزراء السابقين وسفراء الدول العربية والأجنبية.
شراكة استراتيجية شاملة
جاءت هذه المشاركة في إطار الاحتفاء بالذكرى الـ 11 لترفيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، فيما سيشهد العام المقبل الاحتفال بالذكرى الـ 70 للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حيث كانت مصر أول دولة عربية و أفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية.
أشار الدكتور عمرو طلعت في كلمته إلى أن جذور العلاقات بين الشعبين تمتد لآلاف السنين، وأن الحضارتين العريقتين شكلتا وعي الإنسانية و أسهمتا في نهضتها العلمية والفنية والأدبية والاقتصادية. وأكد أن من أعظم القيم التي تأسست عليها حضارتي البلدين هو “إيمان الشعبين الراسخ بقيمة العمل و الإعلاء من شأنه، والتي لا تزال هي القيمة الحاكمة والمحرك الرئيسي في الشراكة الاستراتيجية بين البلدين”.

تعاون تقني و تكنولوجي متعدد الأبعاد
شهد التعاون بين البلدين في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات زخما مستمرا امتد من المجالات الحيوية، حيث يشمل:
إنشاء مصانع كابلات الألياف الضوئية والهواتف المحمولة.
إنشاء مراكز بيانات و إطلاق السحب الحوسبية.
بناء منظومات الذكاء الاصطناعي للتعرف على اللغات.
تطوير البنية التحتية الرقمية وتنفيذ برامج بناء القدرات الرقمية.
إقامة معامل تقنية تسهم في إعداد أجيال مصر الرقمية.
إنجازات ملموسة و شراكات استثمارية
بلغ التعاون بين البلدين ذروة جديدة خلال زيارة وزير الاتصالات الأخيرة للصين في سبتمبر 2024 للمشاركة في فعاليات منتدى التعاون الصيني الأفريقي، حيث شهدت هذه الزيارة:
توقيع 5 مذكرات تفاهم لإنشاء 3 مصانع لتصنيع 4 ملايين كيلومتر من كابلات الألياف الضوئية ومعدات الاتصال.
إنشاء صندوق استثماري تكنولوجي بحجم 300 مليون دولار لتعميق الاستثمارات في مصر.
إقامة 3 مراكز لتصدير خدمات التعهيد بطاقة 800 فرصة عمل في مجالات تصميم الدوائر الإلكترونية وتطوير البرمجيات والبحث والتطوير.
توفير 4 مراكز ومعامل لبناء قدرات أكثر من 3 آلاف متخصص.
تعميق الشراكة الاقتصادية
لم تقتصر الشراكة بين البلدين على المجال التكنولوجي فقط، بل امتدت إلى مجالات اقتصادية أوسع، حيث شكل العقد الماضي مرحلة ذهبية في مسيرة العلاقات بين مصر والصين على الصعيد الاقتصادي، حيث:
انخرطت الشركات الصينية في مشروعات كبرى للبنية التحتية والطاقة والنقل.
أسهمت في تطوير شبكات الكهرباء والمياه.
ساهمت في إقامة محطات ومرافق أساسية في المدن الجديدة.
وتعد المنطقة الاقتصادية الصينية المصرية “تيدا” الواقعة بمنطقة قناة السويس من أبرز نماذج هذا التعاون، حيث أصبحت منصة صناعية عالمية تحتضن أكثر من 185 شركة باستثمارات صينية تراكمية تتجاوز 3 مليارات دولار، وتوفر ما يقارب 10 آلاف فرصة عمل مباشرة.
ومن المقرر توسعة المنطقة بإضافة قرابة 3 كيلومتر مربع جديدة باستثمارات تبلغ 100 مليون دولار لاستقبال صناعات أكثر تقدماً في مجالات الطاقة الجديدة والمواد المتقدمة.
رؤية مستقبلية واعدة
أكد الدكتور عمرو طلعت أن “الشراكة بين الصين ومصر اليوم هي شراكة رصينة البنيان رحبة الآفاق عميقة الأثر. وأن هناك إرادة من الشعبين لإثراء محاورها وتعميق مردودها تمهيدا للاحتفاء بعقود من الشراكة الاستراتيجية بين البلدين”.
من جانبه، أكد لياو ليتشيانج سفير الصين بالقاهرة أن “العلاقات المصرية الصينية تمر حاليا بأفضل مراحلها بالتاريخ. وأصبحت نموذجا للتضامن والتعاون والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك بين الصين والدول العربية والأفريقية والإسلامية والنامية”.
تختتم هذه الاحتفالية بوصفها نموذجا حيا للتعاون الدولي القائم على الاحترام المتبادل والمنفعة المشتركة. حيث تظل الشراكة بين الشعبين “نموذجا وضاء يليق بتاريخ البلدين العريق و يمتثل لإرادة الشعبين العظيمين”. كما جاء في ختام كلمة وزير الاتصالات المصري.