سلوكيات الشباب ما بين الماضي والحاضر
سلوكيات الشباب ما بين الماضي والحاضر
بقلم:الإعلامية سماح السيد
لو رجعت بنا عجلة الزمن للوراء وليس لزمن بعيد ولكن لزمن قريب ونظرنا الي حال الشباب لوجدنا اختلاف كبير في ما كان عليه شباب الأمس وحال شباب اليوم.
من الطبيعي جداً أن يتغير الكون وهو نظام طبيعي لسنن الكونية ولكن التغيير للاسوء ليس من الطبيعي.
لو نظرنا الي حال شباب الأمس مقارنه بشباب اليوم لوجدنا الشباب في الماضي كان يتنافسون في الحفاظ على القيم والمبادئ والحفاظ علي العادات والتقاليد واحترام التعليم والمعلم واحترام الكبير احترام العائلة والالتزام بتعاليم الأديان واحترام الجيران والأقارب أو بمعني آخر الكبير يربي الصغير صحيح كان الجهل أكثر ولكن كانت الأخلاق أقل سوءً مما عليه شباب اليوم.
فكثير منا نحن الآباء نردد أن أبنائنا مختلفين من الجنسين فالشباب اليوم أصبح لا يتقبل النصيحة ولا يأخذ بالقدوة ولا يتحمل المسؤولية ولا يهتم بالتعليم والحصول علي مراكز علمية ومع كل التطور العلمي الذي وصل إليه المجتمع ولكن لم يفلح في الحفاظ علي النشأة الاجتماعية والأخلاقية للشباب ومع كل التطور العلمي فهم في حالة نفسية لا يحسدون عليها.
الترابط الأسري وفقد الهاوية
شبابنا اليوم فقد التربية الأخلاقية وفقد معاني اجتماعية وقيم كثيرة من صغره نتيجة لفقد العائلة والترابط الأسري فقد الهاوية
حيث تبدلت الأدوار الاجتماعية أصبحنا نري الأم تقوم بدور الأب والأم في نفس الوقت أو أن الأم تعمل.
وكذلك الأب وليس هناك الوقت الكافي لتربية الأبناء وأصبح كل فرد في الأسرة في عزله عن الأخر أصبح التفكك الأسري سبب أساسي في تنشئة جيل فاسد أخلاقيآ واجتماعياً.
تقليد أعمى
ومما لاشك فيه أن السوشيال ميديا كان لها تأثير كبير على الشباب وعلي تغير واللعب في أفكاره وتبدليها للاسوء نري الشباب يتبعون الغرب في تقليد أفكاره ومظهره وقيمه وأخلاقه المتطرفة التي تختلف عن عاداتنا واديانا السماوية خاصة بعد أن غابت الرقابة من الأسرة والمدرسة تركنا الشباب لكل هذه المفاسد وما تحمله مواقع التواصل من أخلاقيات لا تمت لنا ولا بأخلاقنا بصلة.
ولكن هنا من المسؤل عن ما وصل إليه الشباب الأن لابد أن نعترف أن شبابنا يعيش أزمة حقيقية علي مستوي الأخلاق مما يكون له انعكاسات سلبيه أصبحنا نراها في أخلاق الشارع من عنف وجرائم قتل وتحرش وسرقه معظم مرتكبيها من الشباب.
الأسباب التى أدت الى ذلك
لو نظرنا الي السبب الأول والرئيسي في ذلك لوجدنا أن غياب الوعي الديني هو أول سبب لما وصل إليها الحال غاب التمسك بالقيم الدينية وتهميش الدين وزرع قيم أخرى بديلة تجعل من الفرد لا يفكر في الآخر ولا يهتم لغيره يعيش أنا ومن بعدي الطوفان
والسبب الآخر غياب دور الأسرة وتفككها هدم الأسرة هو هدم للمجتمع.
والدول والأمم لا تنهض إلا بشبابها فهم ثروات الأمم التي تبني بها الأمم وتتقدم بها البلاد.
لذلك يجب التنبيه علي دور المدرسة في غرس القيم لدي الأطفال والشباب وتعويده محاسن الأخلاق والتركيز علي دور المعلم في زرع القيم خير والمبادئ فهو قدوه لهم كذلك دور الأسرة مهم جدا في احتواء الشباب والاستماع لهم والتحدث معهم وعطائهم النصيحة حتي لا يستمدوها من مصادر أخري تفسد مفاهيمهم وأخلاقهم والبعد عن التأنيب والتهجم.
كذلك لا ننسي دور الإعلام والدراما في تشكيل المبادئ والأخلاق فيجب أن تعود الدراما الهادفة والتي تلعب دوراً كبيراً في زرع القيم والأخلاق والتي نشئنا عليها من مسلسلات وأفلام كانت تحمل في معانيها قيم وأخلاق، يجب أن نهتم الي ما تقدمه الدراما الأن بدل من تقديم دراما البلطجة والعنف وتقديم المجرم علي أنه بطل وأنه قدوه علي الشباب والأطفال أن يحذو حذوه
لابد أن تتغير مفاهيمنا وما نقدمه لشبابنا عماد الأمة وصالحها فما نقدمهم لهم الأن سنجني ثماره غداً
(الكاتبة والإعلامية سماح السيد )