“سمو..علو ..إرتفاع”..ليقضى الله أمرا كان مفعولا
“سمو..علو ..إرتفاع”..ليقضى الله أمرا كان مفعولا
بقلم أ.د / جهاد محمود عواض
” سمو .. علو … إرتفاع ” هذه هى الكلمات الجليلة التى نصحنى بها دكتورى القدير الشريف المعتز بنفسه عندما كنتُ غاضبة من ممارسة بعض الانتهاكات من معدومى الضمير فى منظومتنا التعليمية.
هذه الإنتهاكات تعوق أدائى أولا لأنها تؤثر سلبا على طاقتى وتعوق من أداء كل صاحب ضمير حر فى هذا البلد الشريف.
عندما إسترسلت فى حكى مسألة ما تخص عملى فيها من التجاوز والإهمال من البعض كانت النصيحة أننى بخطوة ما
” عملت إللى عليا ” وأترك الباقى للمسؤول طالما لستُ ذات سلطة ، وأرتفعُ عن الصغائر ولا أسمح لأحد أن يجعلنى أتخلى عن سموى وعلوى وبعبارة واحدة ” أنت أكبر من ذلك ” عدتُ إلى هدوئى النفسى وأدركت أننى أمام الله مرتفعة المنزلة فهو أعلم بما أفعل .
وبتكرارها مرة تلو الأخرى من دكتورى ” سمو … علو … إرتفاع ” ، فحفظتها جيدا بالنغمة نفسها
فتكرر المشهد مرة أخرى على صعيد آخر فكنتُ هذه المرة أكثر فراسة وذكاء ونأيتُ بنفسى عن الانخراط فى أشياء من الممكن أن تجلب لى المتاعب على الصعيدين النفسى والبدنى طالما لستُ ذات سلطة وطالما لستُ وحدى المُحركة للأشياء ، فتصرفتُ بما يليق بى كأستاذة جامعية مع الامتعاض من بعض التجاوزات ولكننى أخذتُ نفسا عميقا وقلتُ فى نفسى ” جهاد : سمو … علو … إرتفاع ” ليقضى الله أمرا كان مفعولا.
عزيزى القارئ الشريف المعتز بنفسه : يجب عليك أن تكون عظيم فى عين نفسك لأنها وحدها هى التى تعرف صراعاتك ومعاناتك وحروبك وإنكساراتك وشاهدة على كل اللحظات التى كادت أن تهزمك ولم تفعل .
نحن لا نحتاج أن نكون ناجحين ونحن فى حالة راحة ، نحن نحتاج أن نكون ناجحين وإحنا فى علو المكانة العالية بمجهودنا وسمو الروح السامية بمبادئنا وأقصى إرتفاع للنفس الإنسانية بحساسية ضميرها … علو… سمو … إرتفاع إلى الأبد … جهاد.
كاتبة المقال
أ.د / جهاد محمود عواض
” أستاذ الأدب المقارن والنقد المساعد بكلية الألسن جامعة عين شمس وعضو لجنة الفنون والأداب بالمجلس القومى للمرأة “