بحثتُ في الحقولِ والجبالْ
عن زهرةٍ تبغي على زهيرةٍ
سنبلةٍ تسطُو على سنبلةٍ
أو نخلةٍ تحرق تمر صنوهِا
أو تسرقَ الماءَ لكي تميتَها
أو تحجبَ الأضواءَ عن جريدِها
أو تلعنَ الجيرانْ
بحثتُ في السماءِ والفضاءِ والخيالْ
فما وجدتُ نجمةً تخرج من مدارِها
لتسرقَ الضياءَ
أو تصارع المحالْ
بحثتُ في القرآن والتوراةِ والإنجيلِ
في صحائف الأجيالْ
فما وجدت فعلةً كهذهِ الفعالْ
سألتُ طير قريتي، وسعفَ النخيلِ والأشجارْ
وقفتُ كي أسائلَ الأطلالْ
لماذا نحن نحيا فوق طينة الخبالْ
والعنكبوتُ يرتدي حدودَنا
ينسجُ فوق أرضنا خيوطَه
ويرفعُ السيوفَ قبل شارةِ القتالْ.
بحثتُ عن إجابةٍ
فما وجدتُ أحدًا ينقذني من لوعةِ السؤالْ
لكنني سمعتُ بين النوم والخيالْ
أنشودةً تنشدُها الأزهارُ والأطيارْ
تقولُ في ختامِها
((الحمد لله الذي خلقِني
مسبحًا بحمدِهْ
ومؤمنًا بحُبهِ
وناثرًا للخيرِ فوقَ أرضِه
الحمد لله الذي نزهني بفضلِه
عن عيشةِ الإنسانْ)).
..