كيف تم دمج مشاهد الإختيار 3 الحقيقة والمسجلة
كتبت: نهى أحمد حليم
تعتبر المؤثرات الصوتية هى من أهم مراحل التقنية في صناعة الدراما حيث بات الإهتمام بها كبير جدًا،
وذلك خلال هذه السنوات القليلة الماضية.
وذلك بعدما زاد الوعي لدي المشاهد لدورها في صناعة المشهد، وقد قام “طارق علوش”
في عملية “المكساج”، في رمضان 2022، وذلك في عدد من الأعمال الدرامية منها: “جزيرة غمام، والإختيار 3”.
وقد نرى أن إسم “طارق علوش” يظهر كثيرًا في الأعمال الدرامية، حيث أنه في مجال الهندسة الصوتية
منذ عام “1990”، حيث كان وقتها في الموسيقى مع الموسيقار “سمير حبيب”،
وقد درس في جامعة آداب تاريخ، ومن ثم إنتقل إلى عالم المكساج والهندسة الصوتية
وقد بدأ “طارق علوش” المجال الدرامي بعد تجربته مع الموسيقار “سمير حبيب”
حيث قام بالدوبلاج لبعض الأعمال منها: “lion king”، وغيرها من الأعمال الناجحة،
حيث كان هذا بداية دخوله إلى مجال الدراما، ويذكر أن أول أعماله الدرامية كانت “فارس بلا جواد” للفنان الكبير “محمد صحبي”.
وقد قال “طارق علوش” في أحد المواقع عن مشواره في هذا المجال:
“لقد شعرت من وقتها أنني أريد الإستمرار، في ذلك المجال، لقد وجدت نفسي فيه فقد شاركت في أكثر من 200 فيلم، وأيضًا 300 مسلسل”.
وكانت أبرز تصريحات “طارق علوش” حيث قال: ” كل ما يسمعه المشاهد في الشاشة متعلق بعملية المكساج..
حيث يتم إرسال الحوار لي ويوجد به الكثير من الأصوات والمؤثرات الخارجية..
خاصة المشاهد التي يتم تصويرها خارجيًا.. حيث أن السيطرة على التسجيل صعبة جدًا”.
وأضاف “طارق علوش”: “نجري عدد من العمليات على الصوت.. أولها “editing dialogue” وهي تكون تنظيف الحوار من الخبطات والأصوات التي تكون داخله عليها.. فيخرج من تلك المرحلة أقرب ما يكون إلى المسجل في الأستوديو”.
أما المرحلة الثانية بعد ذلك فقد قال عنها “علوش”: “أما المرحلة الثانية فهي تكون atmosphere فنبدأ في تركيب أصوات الجو العام للمشهد.. مثل صوت البحر والهواء وغيرها من المؤثرات”.
وقال أيضًا: ” والمرحلة الثالثة تكون هي الـ Foley و الـ sound effect.. حيث تكون إضافة التفاصيل الصوتية مثل حركة الملابس.. والأقدام وفتح الأبواب ورنات الهواتف وغيرها وكذلك نضيف عناصر أخرى تساعد في حالات معينة لنعطي قوة للصوت بشكل أكبر ليصبح أقرب إلى الحقيقي بشكل “over”.. وليس الحقيقي الصرف”.
وعن إضافة الموسيقى قال “علوش”: “نقوم بعد ذلك بإضافة الموسيقى التصويرية.. ونقرر بعدها إذا الأصوات التي نحن في حاجة إلى أن تعلو وما يجب أن يكون منخفضًا.. ومن ثم ندمج كل تلك الأصوات بطريقة يسمعها المشاهد كأنها طبيعية دون أن تسبب له أي إزعاج”.
وقال أيضًا “طارق علوش”: ” المكساج عملية درامية.. فنحن نقرر حسب الدراما متى يجب أن أجعل المشاهد يصحصح معايا.. أو العكس فيعتبر نركيب الأصوات ودرجة علوها متعلق بالمسلك الدرامي للمشهد.. ويكون ذلك بالتنسيق مع المخرج ومهندس الصوت.. بالإضافة إلى أن الصورة هي المتحكم الرئيسي في القرارات”.
وقد أشار أيضًا “علوش” في تصريحاته قائلاً: “من الممكن أن نضيف بعض المحسنات الصوتية ولكن ليس بعيدًا عن المشهد.. حيث يجب أن تكون التدخلات الملائمة للصورة”.
كما نقوم بعمل تغييرات على أصوات الفنانين في بعض الحالات التي تحتاج إلى ذلك ونحن ما إلا محسنات للصوت فبدون عمل الممثل على نفسه.. وتقريبه للصوت الملائم للشخصية بنسبة 90% لن ينجح الأمر.. والأجهزة تستكمل الـ10% الباقية.. وبالنسبة لمسلسل الإختيار 3.. فهذا يعتبر أكبر مثال على ذلك.. حيث أنه مجهود كبير للفنان ياسر جلال لتقليد صوت الرئيس عبد الفتاح السيسي.. نحن ما إلا محسنات للصوت نظهر ما يفعله هو”.
وأوضح “طارق علوش” قائلاً: “لو كان بإمكان الهندسة الصوتية تغيير صوت أحد.. كنا قمنا بإحضار أي مغني وجعلناه عبد الحليم حافظ.. فنحن نقرب الطبقات من بعضها عن طريق تردد الصوت.. ولكن الأهم هو أداء الفنان نفسه.. فلكل إنسان 3 طبقات رئيسية نحن نقوم بالتلاعب بها لتقريبها إلى ما نريده.. ولكن الأداء والنبرة هو أساس نجاح الفنان ياسر جلال في تقليد صوت الرئيس عبد الفتاح السيسي”.
-“وفي بعض الأحيان.. بكون محتاج للتدخل في صوت الممثل..
لعمل ما نسميه بمطابقة الصوت مع الصورة.. وذلك يحدث مع شخصيات ثانوية.. لكن لا أستطيع تطبيقه مع الشخصيات المعروفة إلا بحدود معينة.. لأن المبالغة في التحسين تنقلب عكسيًا على العمل”.
وعن مطابقة الصوت قال “علوش” :”في الإختيار 3 كنا حريصين جدًا على مطابقة صوت المشاهد الحقيقية
مع المشاهد المصورة.. فهُنا يبدأ العمل على الصوت من خلال الترددات..
لكي يكون كأنه مشهد واحد متقارب إندمجوا سويًا بنجاح.. فكان هناك مشاهد على سبيل المثال للممثلين فوق المظاهرات.. فكان لابد من التدخل لتقريب الأصوات كأنه مشهد واحد”.
كما تعتبر الأصوات لها علاقة بالزمن والأبعاد.. فالأصوات منها ما يوجد داخل المكاتب ونوظفه على الدراما.
. ومنها ما نسجله داخل الإستوديوهات ونركبها لتتطابق مع الأحداث والزمان الذي تدور فيه.. فهناك بعض الأصوات نسجلها بأنفسنا لتكون أقرب ما يكون للحقيقة”.
وكذلك تصميم شريط الصوت كتصميم المنازل.. مرتبط بذوق مهندس الصوت
..فكل منهم يضع خبراته في صناعته.. والأمر يرتبط برؤيته الفنية للعمل والزمن الذي يدور فيه وكذلك طبيعته”.
وليس هذا فقط كذلك التقريب من المشاهد المصورة.. والمشاهد الواقعية
مثلما يحدث في الإختيار 3.. أصعب من خلق الصوت كله للعمل من الصفر”
وأضاف “علوش”: “نحن نتعامل مع الصوت كمادة.. وتكوين المادة يكون حسب المشاهد ويجب أن نراعي في التصوير الأزمنة..
فمثلاً عند تسجيل عمل تاريخي لا يصح التصوير في مكان مزدحم.. لأن هناك خلفيات صوتية لا تلائم الأزمنة القديمة مثل كلكسات العربيات.. وهنا نضطر أحيانًا للدوبلاج لتفادي مثل تلك الأمور”.
“كما يتم التنسيق أحيانًا بين مهندس الصوت وملحن الموسيقى التصويرية..
وهذا إذا ما كان بينهما معرفة سابقة ولكن في الأغلب يكون من خلال المخرج.. حيث يعطينا ملخص للعمل وتصوره للموسيقى والأصوات في العمل ومن هنا نعمل على أساسه”.
“وكذلك إستخدام الموسيقى التصويرية من أعمال أجنبية في أعمال آخرى عربية أمر غير مقبول تمامًا
.. ولكنه قديم وكان لا يكتشفه أحد في الماضي.. أما حاليًا مع الإنفتاح العالمي بات مرفوضًا تمامًا.. وكذلك من الممكن أن يُعرض صناع العمل لمشاكل قانونية وذلك بسبب حقوق الملكية”.
وعن مراحل المكساج قال “علوش”: “كل مراحل المكساج صعبة..
ولكن الأصعب المرحلة النهائية في المكسينج لأنك فيها تستمع لكل الأصوات بتفاصيلها وتحتاج لدمجها جميعًا بشكل متناسق”.
وقال “طارق علوش” عن المؤثرات الصوتية: ” المؤثرات الصوتية لها دور كبير
وهى إبراز مشاعر المشهد والتأثير على المشاهد.. فنحن نقرر عند التسجيل هل أريد زيادة التعاطف مع المشهد أو العكس.. فالمنظومة المتكاملة للمشهد من صوت وصورة هي التي تتحكم في ذلك”.
وختم “طارق علوش” حديثه حيث قال: “هناك بعض الأعمال يمكنك الإستماع للأحداث كاملة
دون الحاجة للمشاهدة.. لأن الصوت له دور مرعب وكبير في عكس المشهد للمستمع”.