لا تحڪم علىٰ الناس من مظاهرهم
لا تحڪم علىٰ الناس من مظاهرهم
كتبت: وئام أحمد إمام
إستيقظ السلطان سليمان القانوني من النوم فزعًا مما رآه في منامه،
فنادىٰ علىٰ حرس من حراسه المقربين وقال له: جهز لنا الخيل سوف نخرج اليوم متنڪرين لنرىٰ شؤون الناس عن قرب.
وڪان من عادة السلطان سليمان الخروج متنڪر بين الناس لمساعدتهم، وبالفعل خرج هو وحارسه فقط، فمرا من أمام جثة رجل مرميه في أحد الشوارع ولا أحد من الناس يقترب منها.
سأل السلطان: جثة من هذه؟
فقالوا له: إنها جثة رجل زاني وشارب للخمر وليس عنده أولاد أو أهل غير زوجته ولا أحد من الناس يقبل أن يدفنه، فغضب السلطان وقال: أليس من أمة محمد “صل الله عليه وسلم”!
فحمل السلطان جثة الرجل وذهب بها إلىٰ زوجته، فما ڪان منها إلا أن بڪت بڪاءً شديدًا فتعجب منها السلطان غير أنها لا تعرف بأن الذي أمامها السلطان، فقال لها: لماذا تبڪين وزوجكِ ڪان زاني وشارب للخمر؟
فقالت: له إن زوجي ڪان عابدًا زاهدًا لله غير أنه لم يرزق بأولاد، وڪان يتمنىٰ أن يڪون عنده أولاد ومن شدة حبهُ للذرية وللأولاد،
ڪان يشتري الخمر ويأتي به إلىٰ البيت ويصبه في المرحاض ويقول: الحمد لله أني خففت عن شباب المسلمين بعض المعاصي،
وڪان يذهب إلىٰ اللواتي يفعلن فاحشة الزنىٰ ويعطيهم أجرهم ليوم ڪامل علىٰ شرط أن يرجعوا إلىٰ بيوتهم، ويقول: الحمد لله أني خففت عنهم وعن شباب المسلمين بعض المعاصي.
فڪنت أقول له: أن الناس لهم ظاهر الأعمال وإنك سوف تموت ولن تجد من يغسلك ويدفنك ويصلي عليك، فڪان يضحك ويقول لي: سوف يصلي عليّ السلطان سليمان والوزراء والعلماء وجميع المسلمين.
فبڪىٰ السلطان وقال والله إني أنا السلطان سليمان وإنهُ لصادق والله سوف أغسله وأدفنه بنفسي وأجمع جميع المسلمين للصلاة عليه،
فأمر السلطان سليمان القانوني أن يحضر الجيش ڪله للصلاة عليه وأن يحضر جميع المسلمين وأن يدفن في مقابر السلاطيين العثمانيين، وبالفعل حضر الڪل فڪانت أڪبر صلاة جنازة في التاريخ.