لدغة عقربة …

لدغة عقربة …

بقلم… نسرين يسري

 

قد تكتشف احيانا ان العقرب التي سممت حياتك ليست سوي شخصية قربتها منك ووثقت بها والذي كنت عند كل لدغه الم تطرق بابها لتصف لها وجعك فتنصت اليك باهتمام وتواسيك بالكثير من الكلمات دون ان يساورك الشك انها عقربك المجهولة…
لذا…
تجرد من دهشة الاكتشافات قدر استطاعتك فمفاجأت الحياة كثيره…
انها العقربة تلذع… وتغدر… تأذي… وبكل حب تكون اقرب الناس… مكيدة يدبرها الشيطان الذي بداخلها…
لذا… تتساقط من اعيننا اشخاص كانت عاداتهم الحسنة مجرد قناع لاتقان دور ما…
لم تكن تلك الحكاية كاذبة… كانت حكاية حقيقية حكاية العقربة التي توجد في كل الحياة ولكنها تتشكل بأشكال كثيره…
لذا… نحتاج بعض الوقت… للكثير… ونحتاج الكثير… لبعض الوقت
تعلمنا الحياة الا نحمل المواقف اكثر مما تستحق والا نمنح ثقتنا لأولئك الذين تجرفهم الرياح بسهولة والا نجامل علي حساب صحتنا اناسا لا يعينهم امر صحتنا ولا امر حياتنا
والا نفتح ابوابنا لمن لا يعرف قيمة ما خلف ابوابنا
وكم لدغة يأخذها الانسان من العقارب فهم كثيرون يسممون حياتنا..
والأن وحسب التوقيت المحلى لمدائن البشر يتغير الدور الموكل على مسرح احداث حياتنا..
ويعلن النداء علي مسرح احداث الحياة ….
حان الموعد …
حان موعد اطلاق سراح المرأة والطفلة التى بداخلنا …
مسموح بشيء من الكلام و قليل من العناق
والبكاء وربما مسموح بإظهار بعض الضعف …
الالام عجيبة ..
عقلي لايريد ان يرتاح و كاننى تقمصت الدور هذه المرة ببراعة اكثر مما ينبغي ..
لابد ان أصم اذانى عن كل الاصوات المحيطة بي …
كان لابد ان اصطحب الطفلة التى قد تبكى او تضطرب في لحظات الفزع الي غرفة بعيدة
واكممها و أحكم وثاقها بشدة حتى لا تفلت وتشوش على عقلى …
و كان لابد ان اصطحب الانثى المرهفة الهشة التى تتوق لمن يعانق ضعفها و يربت على كتفها
ويشاركها هذه اللحظات الى غرفة اخرى بعيدة
وأغلق عليها جيدا حتى لا يلمح طرفها احد ..
الدور …!!
نعم الدور ..لكى تحمى شعور الاخرين بيك و تلك الانا المسكينة و ترتدى قناع واقي من المشاعر
ونرسم ابتسامة هادئة و نتحرك ببطء و ثقة لنلبى نداء الواجب بحرارة و صدق ..
ولكن ليطمئن الاخرين فقط دون ان نسمح لأى مخلوق ان ينزع القناع ابدا في غير وقته أو يقترب بغير حساب
أن تكون صاحب مسئولية فلابد ان تتدرب كيف تصبح ايضا ممثلا بارعا محترفا و تكون مؤدى جيد لدورك المطلوب منك علي مسرح الاحداث في الحياة في هذه اللحظة…
تؤدى بامتياز واتقان وتقمص مطلق للدور حتى يصدق المشاهدون انك انت صاحب هذا الدور
وانه منك و انت منه
شيء مؤلم جدا وشاق وشديد الصعوبة لا يفهمه الا من مر به
كان لابد ان استجيب لها و كلماتها الرقيقة
وارد بكلمات هادئة و ابتسامات و بعض الضحك الذي يردهم عن مساحاتى الخاصة حيث تسكن تلك العاطفة الجياشة …
صعب …
لاول مرة اشعر إننى ضعيفة جدا و هشة جدا
وقوية جدا …
و لكننى انا التى لازلت في المنطقة الحرجة …
لا استطيع ان أهدأ و لا أستطيع ان اطلق سراح ضعفى ..
و كاننى تجمدت …
اقرا بعض الكلمات تشد روحى من مكمنها …
تلين مشاعرى بعض الشيء …
اتوضا و ادخل في حديث طويل مع من يملك قلبي وعقلي وروحى ويعلم السر و اخفي …
وحدك انت الذي يعلم ما يحدث و يفهمه بحقه …
هل اديت دورى كما يليق بالدور الذي اوكلته لى
هل سيكون هناك اجرا لاحقا …
وحدك انت تعلم إننى لا أطمع منك في الكثير …
فلم اكن ابدا المرأة التى تبهرها المظاهر او المجوهرات 
و لا الفتاة التى تريد عاشقا ولها يتغزل فيها …
لم اكن فقط الا روح بسيطة تحب الحياة و الناس ببساطة و تحب الحب و تشتهى السلام …
فقط ذلك السلام الذي لا يعرف حقد و لا كراهية
ولا ألاعيب نفسية معقدة …
وحدك انت الذي أبكى بين يديه بحرارة
وتحتوينى كلماتك ..
وحدك انت الذي يعلم كيف يربت على روحى …
رحلتى كانت غير تقليدية و لكن لانها من تدبيرك فانا احبها و استمتع بها وبفك شفرات رسائلها بعد ان تمر الصعوبات …
فظنى فيك دوما يا سندى جميل …
اخيرا انطلقت الروح من محبسها و سالت قطراتها علي ورقى لتخبر الحرف بالموعد الجديد ..
الان اكتب …
الان فهمت …
كم انا ………
كم انا وكم نحن لا نتغير… مهما اخذنا من طعنات او لدغات من بشر يعيشون معانا علي هذا الكوكب ولكن علينا ان نتعلم من كل لدغة… ولا نعطي الثقة الكافية لاننا افقدنا الثقة… من كثرة اللدغات

 

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.