مصر تعلن تعاونا وثيقا بين “الاتصالات” و”الري” لمواجهة الإجهاد المائي
توظيف الذكاء الاصطناعي في إدارة المياه.. محور التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي
كتب باهر رجب
تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبمشاركة دولية واسعة، انطلقت فعاليات “أسبوع القاهرة الثامن للمياه”، الذي يعقد خلال الفترة من 12 إلى 16 أكتوبر الجاري، تحت شعار “حلول مبتكرة من أجل الصمود المناخي واستدامة المياه”، حيث شهدت جلسة “منتدى الاستثمار بين مصر والاتحاد الأوروبي” إعلان الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، عن تنفيذ ثلاثة مشروعات رائدة تستهدف توظيف تكنولوجيا المعلومات وتقنيات الذكاء الاصطناعي في إدارة الموارد المائية، بالتعاون الوثيق مع وزارة الموارد المائية والري.
تعاون استراتيجي لمواجهة التحديات المائية
ألقى الدكتور عمرو طلعت كلمة خلال الجلسة التي حضرها الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري، والسيدة جيسيكا روسوال مفوضة الاتحاد الأوروبي للبيئة والمرونة المائية والاقتصاد الدائري التنافسي، والسفيرة أنجلينا إيخهورست رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في مصر.
وشدد طلعت على أهمية تضافر الجهود لتعزيز الفكر الابتكاري و تطويع التكنولوجيا في مواجهة التحديات المتعلقة بالإجهاد المائي، في وقت تواجه مصر تحديات جسيمة في ملف المياه نتيجة محدودية الموارد المائية وتأثيرات تغير المناخ، حيث تعد من أكثر دول العالم ندرة في المياه، إذ يبلغ نصيب الفرد نحو 500 متر مكعب سنويا، وفقًا لما أشار إليه وزير الموارد المائية والري.
المشاريع التقنية الرائدة
النظام الذكي لتطهير المجاري المائية
كشف وزير الاتصالات عن بناء منظومة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا معالجة الصور، بهدف حوكمة عمليات تطهير المجاري المائية وإزالة الأعشاب على نحو منظم و محوكم. وهذا من شأنه ضمان تعظيم فاعلية عمليات التطهير، وانسياب المياه إلى الأراضي الزراعية بكفاءة.
ترشيد استخدام المياه الجوفية
يتم التعاون في تنفيذ مشروع يستهدف ترشيد استخدام المياه الجوفية وحسن إدارتها من خلال مرتكزين للعمل:
أتمتة عمليات حفر الآبار والتراخيص ومراقبة معدلات استخراج المياه من هذه الآبار واستخداماتها.
إنشاء محاكاة رقمية لمستودعات المياه الجوفية في مصر، مما يتيح لوزارة الموارد المائية والري مراقبة هذه المستودعات وحركتها، والسيطرة على استخدامها.
تحديد الأنماط المحصولية عبر الأقمار الصناعية
كما أضاف الدكتور عمرو طلعت أن المشروع الثالث يعنى بالتعرف على التركيب المحصولي. الفعلي في كل عروة زراعية من خلال تحليل صور الأقمار الصناعية في بدايات المواسم الزراعية. وهذا يمكن وزارة الموارد المائية والري من تخطيط الموارد المائية المطلوبة في كل عروة. والتأكد من زراعة المحاصيل عالية الاستهلاك كالأرز. في المناطق التي تحددها الحكومة و بالكميات المحددة دون تجاوز. وضمان اتساق التركيب المحصولي مع السياسات المائية لمصر.
شراكة استراتيجية عريقة
حيث من جانبه، أشار الدكتور هاني سويلم إلى أن التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي يعد تعاونا طويل الأمد، أثمر خلال السنوات الماضية عن تنفيذ مشروعات مائية مشتركة تجاوزت قيمتها 200 مليون يورو.
كما أوضح أن نهاية عام 2023 شهدت توقيع “إعلان الشراكة المائية بين مصر والاتحاد الأوروبي”. الذي أسس منصة منظمة للتعاون في قطاع المياه بين الجانبين. وقد مثل إعلان الشراكة الاستراتيجية الذي وقعه. الرئيس السيسي مع رئيسة المفوضية الأوروبية في يونيو 2024 نقلة نوعية في التعاون. حيث جعل من المياه والطاقة والعمل المناخي ركائز أساسية للرؤية المشتركة.
رؤية مستقبلية للري
كما أطلقت الوزارة “الجيل الثاني لمنظومة الري المصرية 2.0”. كإطار لمستقبل إدارة المياه في مصر، يرتكز على الرقمنة. والإدارة الذكية، وإعادة استخدام المياه. مع فتح آفاق جديدة للتعاون مع القطاع الخاص وشركاء التنمية.
كذلك نوه سويلم بالدور المحوري لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كشريك أساسي في تنفيذ أهداف منظومة الري 2.0. مؤكدًا أن الاستثمار في قطاع المياه يعد التزاما استراتيجيا نحو تحقيق الاستدامة والاستقرار والسلام.
مشاركة دولية واسعة
كما يذكر أن أسبوع القاهرة للمياه يشهد مشاركة 95 منظمة دولية وإقليمية. و يحضره أكثر من 26,200 مشارك، من بينهم 1,895 متحدثا رئيسيا دوليا وإقليميا. وتتمحور فعاليات الأسبوع حول خمسة محاور رئيسية. تشمل التعاون من أجل تحقيق الإدارة المستدامة للمياه. والتكيف مع تغير المناخ، والابتكارات من أجل إدارة مرنة للموارد المائية.
كما يأتي هذا الحدث الدولي ليؤكد الدور الريادي لمصر في طرح المبادرات والحلول الإقليمية المتعلقة بإدارة المياه. خصوصا في ظل ما يشهده العالم من تحديات متزايدة بسبب تغير المناخ والنمو السكاني وتزايد الطلب على المياه.