مصر تكشف ممارسات إثيوبيا بسد النهضة وتحذر من تهديدات لأمنها المائي

كتبت: مريم سمير البدراوي

 

أعلنت وزارة الموارد المائية والري المصرية، في بيان رسمي، عن تفاصيل فيضان نهر النيل لهذا العام، مؤكدة استمرار الممارسات الأحادية من جانب إثيوبيا في إدارة سد النهضة، والتي وصفتها بأنها غير مسؤولة ومخالفة للقانون الدولي. وأشارت الوزارة إلى أن هذه التصرفات تمثل تهديدًا مباشرًا لمصر والسودان، بما يحمله من مخاطر على الأرواح والممتلكات.

 

فيضان غير طبيعي بسبب تخزين إثيوبيا

أكد البيان أن فيضان النيل الأزرق هذا العام سجل ارتفاعًا بنسبة 25% فوق المتوسط، لكنه يظل أقل من فيضان العام الماضي. ورغم ذلك، قامت إثيوبيا بتخزين كميات ضخمة من المياه ثم أطلقتها بشكل مفاجئ عقب احتفال افتتاح السد في سبتمبر 2025.

وأدى هذا التصرف إلى فيضان صناعي مفتعل، قلب مواعيد الفيضان الطبيعي إلى موجة قوية وغير متوقعة، مما تسبب في خسائر كبيرة داخل السودان وغمر مساحات زراعية وقرى بالكامل.

 

تأثيرات مباشرة على السودان

أوضحت الوزارة أن تراكم المياه في توقيت غير مناسب مع تغير أنماط سقوط الأمطار، تسبب في غمر أراضي طرح النهر بالسودان.

كما اضطر سد الروصيرص السوداني إلى فتح بواباته وتمرير كميات هائلة من المياه حفاظًا على سلامته الإنشائية، وهو ما زاد من حجم الأضرار.

 

دور مصر في إدارة الأزمة

أشارت وزارة الري إلى أنها واجهت الموقف بكفاءة، حيث اعتمدت على نماذج رياضية متطورة للتنبؤ والرصد اللحظي، لتحديد التوقيتات المناسبة لتصرف المياه وضمان التوازن في إدارة الموارد.

كما اتخذت إجراءات استباقية في 7 سبتمبر، من بينها إخطار المحافظين لتحذير المواطنين، خصوصًا أصحاب الزراعات والممتلكات على أراضي طرح النهر، وهي مناطق معرضة طبيعيًا للغمر، وليست أراضي سكنية كما يروج البعض.

 

مخاطر التعديات على مجرى النهر

أكد البيان أن التعديات على مجرى النيل تقلص قدرته التصريفية، بما يهدد إمدادات المياه لعشرات الملايين من المواطنين ويؤثر سلبًا على الاقتصاد الوطني.

شددت الوزارة على أن السد العالي سيظل هو الضمانة الأساسية لحماية مصر من تقلبات النهر، سواء في حالات الفيضان أو فترات الجفاف. وأكدت أن إدارة الموارد المائية المصرية تتم بكفاءة عالية لضمان تلبية احتياجات المواطنين وحماية الأمن المائي للدولة