موقف العرب من جرائم إسرائيل: بين الصمت والمواجهة
بقلم / عزة الفشني

موقف العرب من جرائم اسرائيل: في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها المنطقة العربية يظل الصراع العربي الإسرائيلي أحد أبرز القضايا التي تثير الكثير من التساؤلات والغضب. ورغم الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للأراضي الفلسطينية واللبنانية والسورية يبدو أن الصمت العربي يغلب على المشهد السياسي مما يثير الكثير من التساؤلات حول الأسباب والتداعيات
إسرائيل التي تمثل قوة عسكرية واقتصادية كبيرة في المنطقة تتبنى سياسات توسعية وعدوانية تجاه جيرانها العرب.. ورغم الانتقادات الدولية والمحلية تستمر إسرائيل في توسيع استيطاناتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتشن هجمات على لبنان وسوريا واليمن.. هذه الانتهاكات لا تهدف فقط إلى توسيع الأراضي الإسرائيلية بل أيضاً إلى تقويض حقوق الشعوب العربية وإثارة الخوف والقلق في المنطقة
– الصمت العربي ظاهرة مثيرة للجدل
الصمت العربي ضد انتهاكات إسرائيل يمثل ظاهرة مثيرة للجدل والانتقادات في العالم العربي حيث يبدو أن العديد من الدول العربية تفضل الصمت أو التحرك المحدود ضد الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة.. وفي ظل التطورات المتسارعة في المنطقة العربية تظل القضية الفلسطينية محور اهتمام الشعوب العربية والإسلامية
الدول العربية بدورها تواجه تحديات كبيرة في التعامل مع التعديات الإسرائيلية.. بعض الدول اختارت التطبيع مع إسرائيل بينما يظل البعض الآخر ملتزماً بمقاطعتها.. ورغم هذه الاختلافات يظل الهدف المشترك هو حماية السيادة العربية وتحقيق السلام في المنطقة.
لكن السؤال المطروح الآن: هل سيظل الصمت العربي هو الرد على الانتهاكات الإسرائيلية؟ وهل ستنتظر الدول العربية دورها في الطابور؟ أم ستتحرك لمواجهة التعديات الإسرائيلية؟ وهل ستتمكن من تحقيق أهدافها في حماية سيادتها وتحقيق السلام في المنطقة؟ في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية والمسجد الأقصى وتجاهل الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني أم أن هناك حاجة إلى استراتيجيات جديدة ومواقف أكثر حزماً لمواجهة التحديات الإسرائيلية؟
على الرغم من التاريخ الطويل للصراع العربي الإسرائيلي والذي يمتد لعقود يبدو أن العديد من الدول العربية فقدت الحماس للتحرك الفعال ضد إسرائيل رغم استمرار الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية.. هذا الصمت العربي يثير الكثير من الانتقادات والقلق خاصة مع استمرار تفاقم الأوضاع في فلسطين وتجاهل المجتمع الدولي لحقوق الشعب الفلسطيني

– أسباب الصمت العربي
ربما الإختلافات السياسية والإقتصادية فلكل دولة عربية مصالحها الخاصة واحتياجاتها الإقتصادية مما يجعل من الصعب عليها التوحد حول قضية واحدة.. غير أن العديد من الدول العربية تعاني من صراعات داخلية أو استنزاف إقتصادي مما يجعلها غير قادرة على مواجهة إسرائيل بشكل فعال.. والأهم هو الدعم الأمريكي اللامحدود لإسرائيل مما يجعل من الصعب على الدول العربية مواجهتها.. والسبب الأكثر خجلاً أن العديد من الدول العربية تخشى من الرد الإسرائيلي العنيف في حال اتخاذ أي إجراء ضدها
النتائج المترتبة على الصمت العربي إزاء الإنتهاكات الإسرائيلية
ساهم الصمت العربي في تفاقم الأوضاع الحالية خاصة في ظل إعلان نتنياهو عن مخطط إسرائيل الكبرى
مما يساهم بدوره في تهديد الأمن القومي العربي خاصةً مع إستمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية واللبنانية والسورية.. هذا الصمت العربي المخزى أدى إلى فقدان الثقة بين الشعوب العربية والحكومات في ظل إستمرار الانتهاكات الإسرائيلية

– التحديات المستقبلية
إذن لا سبيل سوى وحدة عربية حقيقية لمواجهة التحديات المشتركة.. خاصةً أن هناك دعم دولي لإسرائيل والذي يمثل تحدياً كبيراً للدول العربية في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية.. بالإضافة إلى التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية المتقدمة التي تجعل من الصعب على الدول العربية مواجهتها بدون تطوير نفسها عسكرياً.

التحرك الشعبي والضغط على الحكام
ويبقى هناك أمل في التحركات الشعبية في الدول العربية ربما تؤدي إلى تغييرات في المواقف الرسمية والضغط على الحكومات لإتخاذ إجراءات أكثر فعالية.. أيضاً التعاون الإقليمي بين الدول العربية قد يؤدي إلى تعزيز القدرة على مواجهة التحديات .. إلى جانب الدعم الدولي للسلام العادل في المنطقة قد يؤدي إلى تغيير في المواقف الرسمية والضغط على الأطراف لاتخاذ إجراءات أكثر فعالية.
وبذلك تتمكن الدول العربية من تحقيق الوحدة والتعاون اللازمين لمواجهة الكيان الصهيوني.
في النهاية: يبدو أن الوضع العربي ضد الإنتهاكات الإسرائيلية لا يزال معقداً ومتعدد الأوجه.. الصمت العربي وعدم وجود جيش عربي موحد يثيران الكثير من التساؤلات حول مستقبل المنطقة.. ومع إستمرار الإنتهاكات الإسرائيلية يبقى السؤال حول متى ستتغير الأوضاع ويتحقق السلام العادل في الشرق الأوسط.
