هاني سليم يوجه رسالة مؤثرة: اللي ساكت مش راضي، ده موجوع ومكابر على الوجع

كتب: هاني سليم

في زمن الضجيج، وسط زحمة الأصوات والكلمات المتكررة، بقى السكوت تصرف غامض يُساء فهمه بسهولة.
وده اللي اختاره الإعلامي هاني سليم يفتحه للنقاش في حلقة مميزة من برنامجه «فضفضة» على إذاعة راديو أسرار المشاهير،
البرنامج اللي بيكسر حواجز الصمت، وبيفتح مساحة للكلمة الهادية اللي بتطلع من القلب.

ناس كتير بتفتكر إن السكوت علامة رضا، وإن اللي ساكت راضي ومبسوط،
لكن الحقيقة إن السكوت في أوقات كتير بيكون شكل من أشكال المقاومة الصامتة…
محاولة أخيرة علشان ما تقعش الكلمة الغلط، أو تنهار آخر خيوط التماسك.

السكوت مش ضعف، ومش دايمًا حكمة، لكنه دايمًا وراه قصة.
قصة إنسان حاول يتكلم واتسكت، حاول يشرح واتجهل، حاول يعبّر فاتقال له “كبر دماغك”.
ساعتها بيختار الصمت… مش لأنه راضي، لكن لأنه تعب من معركة مالهاش فايدة.

الصمت… الوجع اللي بيتكتم بصوت هادي

في فقرة مؤثرة من البرنامج، قال الإعلامي هاني سليم:

“فيه ناس بتصرخ لما تتوجع، وفيه ناس بتسكت… وده النوع اللي وجعه بيكتمه بدل ما يحرره.”

ناس بتصرخ وتنفجر، وناس بتسكت وتكتم.
والنوع التاني هو الأصعب، لأنه بيتألم في صمت قاتل.
تلاقيه بيضحك وسط الناس، بيتكلم عادي، بيكمّل يومه، لكن جواه فيلم شغال على طول —
يعيد المواقف، يعيد الكلمات، يحلل، ويعيش الوجع من جديد في صمت تام.

ده النوع اللي لما يقول “أنا تمام” لازم تقراها بمعناها الحقيقي: “أنا موجوع بس مش قادر أشرح.”
وده اللي بيخلينا نعيد النظر في معنى السكوت… لأنه أحيانًا بيكون صرخة من غير صوت، ودمعة نازلة من غير ما تتشاف.

ليه بيسكت اللي موجوع؟

زي ما وضّح هاني سليم في «فضفضة»،
السكوت مش سببه قلة الكلام، بالعكس… اللي ساكت بيكون عنده كلام كتير جواه.
بس اتكلم قبل كده واتوجع، اتكلم واتقال له “ما تبالغش”، فتح قلبه وندم.
السكوت بيبقى درع بيحمي بيه نفسه من الخذلان، ومن الناس اللي بتسمع علشان ترد مش علشان تفهم.

لكن التمن غالي.
القلب اللي بيتحمل الصمت بيتقلّ يوم بعد يوم.
كل مرة يكتم فيها وجعه، بيتعلم يخبي أكتر، ويبتسم أكتر…
لحد ما الناس تفتكره سعيد، وهو في الحقيقة غرقان بصمت مميت.

السكوت… ما بين السلام والاستسلام

السكوت مش دايمًا هروب، أحيانًا بيبقى قمة الشجاعة.
الشجاعة إنك تختار السلام على الجدال، تختار كرامتك على الانفعال.
لكن لازم نفرّق بين السلام الحقيقي، اللي بيجي من الوعي،
وبين الاستسلام اللي بيجي من الخوف أو الكسر.

اللي بيسكت لأنه فاهم… غير اللي بيسكت لأنه مكسور.
اللي ساكت عن وعي… غير اللي ساكت لأنه فقد الأمل.

 

إزاي نتعامل مع الصامتين؟

اللي ساكت مش محتاج أسئلة كتير، محتاج وجود صادق.
مش ضروري تسأله “مالك؟” كل دقيقة، كفاية تكون جنبه.
نظرة دفا، لمسة بسيطة، كلمة حقيقية… ممكن تكون العلاج.
الصمت أوقات بيبقى لغة، ومجرد إنك تكون حاضر في حياة اللي ساكت،
ده كفيل يفكّ قيود وجعه.

لو إنت اللي ساكت النهارده

اعرف إن سكوتك مش ضعف، لكنه كمان مش دايمًا حل.
سكوتك علمك كتير، بس ما تخليش وجعك يعزلك عن الحياة.
اتكلم لما تحس إن الكلمة هتخفّف مش هتجرّح.
اختار اللي يسمعك بقلبه مش بودانه،
وخلي صوتك يوم ما يطلع… يبقى بداية شفاء مش معركة جديدة.

الخاتمة: بين الكلام والسكوت… مساحة اسمها الفهم

في ختام الحلقة، قال هاني سليم بصوته الهادئ اللي بيخترق القلب:

“السكوت مش دايمًا رضا… والكلام مش دايمًا انتصار.
بين الاتنين في مساحة اسمها الفهم،
ولو عرفنا نفهم بعض… مش هنحتاج لا نسكت ولا نتكلم، هنرتاح.”

الصمت ممكن ينقذك مؤقتًا،
لكن الكلام هو اللي بيحررك للأبد.
اختار وقتك، اختار كلمتك،
وخليك دايمًا فاكر…
السكوت مش دايمًا رضا.

لمشاهدة الحلقة على راديو اسرار المشاهير 

#الإعلامى_هاني_سليم #فضفضة #السكوت #راديو_اسرار_المشاهير

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.