هاني شنودة يكشف لـ «اليوم الدولي» عن الفرق بين الحفلات قديمًا وحديثًا وأشياء أخرى
حوار / خالد فؤاد
بين الماضي والحاضر يوجد مسافات ومساحات وما زال التطور موجود وقد القى بظلاله في مجال التكنولوجيا، تُعد الحفلات الموسيقية صناعة ضخمة لها جمهورها بالالاف وطالتها يد التطوير والاختلاف.. فماذا كانت وكيف أصبحت ؟
«التقت جريدة اليوم الدولي» بالموسيقار الكبير هاني شنودة في أول حوار له بعد حفل تكريمه الكبير والذي أقيم منذ يومين بالمملكة العربية السعودية برعاية هيئة الترفيه وحضر عدد كبير من أهم المطربين في مصر والعالم العربي مثل: الكينج محمد منير والهضبة عمرو دياب بالإضافة لمشاركة المطربة الكبيرة أنغام والمطرب الشعبي الكبير أحمد عدوية الذى قدم له مجموعة من أغنياته الشهيرة أبرزها ” زحمة يادنيا زحمة” وأعضاء فرقة المصريين التى قام بتأسيسها منذ ٤٥ عامًا وحققت نجاحًا كبيرًا.
فقد تحدثنا معه عن أبرز وأهم ملامح هذا التطوير ورايه في مطربي اليوم وشكل الحفلات بين الماضي والحاضر وإليكم نص الحوار:
ماهو الفارق بين الحفلات قديمًا وحديثًا؟
من المعروف أن الحفلات قديمًا كانت تضم عدد أقل من الجمهور، ولكن حاليًا تضم عدد أكبر ويأتي ذلك لوجود الـ«ساوند سيستم» لأنه يُتيح الفرصة لزيادة عدد الحاضرين، مثل قديمًا حفلات ام كلثوم وعبدالحليم في السينما لا تستوعب أكثر من 500 شخص، أما الآن الأعداد تزداد في الحفلات بسبب الـ«ساوند سيستم»، مثل التي أقامها ويجز، وتم تصويرها بالطائرة، وكان يوجد عدد كبير من الشباب، وهو ما يظهر خاصة لدى مطربي” الراب” التي طغت مؤقتًا على الأغاني الرومانسية، لكن الأغاني الرومانسية، نتمنى عودتها كما كانت في الماضي، وأنا على ثقة أنها ستعود لأن الحب موجود، فالأغنية الرومانسية ستظل عماد فن الأغنية طالما أن هناك رجلاً وامرأة، ومهما اختلفت قوالب تقديمها وشكل الموسيقى.
اعتدنا قديمًا على إقامة حفلات «ليالي التليفزيون» و «أضواء المدينة» بالقاهرة.. والآن اتجه الكثير من المطربين إلى الشواطئ والمدن الساحلية فى فصل الصيف لإحياء حفلاتهم.. ما تفسيرك لذلك؟
الأماكن في القاهرة محدودة، سواء في الأوبرا أو على المسرح المكشوف، وهي لا تتجاوز 500 فرد، ألا اذا أقيمت الحفلة في الأستاد في المناسبات القومية، وذلك جعل عدد كبير من المطربين يتجهون إلى الساحل الشمالي، لحشد أكبر عدد من الجمهور وزيادة التفاعل مع المطرب، وزيادة الإيرادات عن طريق زيادة عدد التذاكر، وبالتالي تم تحقيق مكاسب كبيرة للقائمين على الحفل.
من وجهة نظرك.. هل تؤيد ام تُعارض الظاهرة؟
ليست الفكرة في تأيدي أو مُعارضتي أو حتى الأفضل أو الأسوأ، ولكن لكل زمان شكله الخاص ولكل وقت ظروفه الخاصة، والموضوع يتطور من حين لآخر، فاليوم هناك ما يسمى “جمهور الشباب”، وعددهم يكون بالألاف الذين يحتشدون لحضور هذه الحفلات لما يجدونه فيها من محاكاة لافكارهم وأسلوبهم وتقديم المطربين لهم ما يريدونه من إيقاع سريع وصاخب يدفعهم للبهجة والاستمتاع حتى إذا دفعوا في سبيل ذلك مبالغ كبيرة.
ماهو سبب أنهيار الفرق الغنائية؟
تكونت الفرق القديمة من فنانين وهدفها الاستمرار داخل إطار الفرقة، واستمرت فترات كبيرة، ولكن حاليًا نجد بعض الفرق يتم تكوينها لفترات محدودة لمجرد الشهرة والعمل فيتجمعون لفترة محدودة، وبمجرد ان يشتهروا والناس تعرفهم بالاسم، ويسعى كل منهم أنه ينال حظه من الشهرة بمفرده ومن ثم يتفرقون.
ماهو تعليقك حول أسباب افتراق الفرق قديمًا؟
الفرق كانت قديمًا وتفترق لأسباب منطقية فمثلًا فرقتنا “المصريين”، وتوقفت بوفاة كل من تحسين يلمظ وممدوح قاسم، وسفر كل من منى عزيز وإيمان يونس، بعد أن تركت الفرقة بصمتها في عالم الغناء وقدمت أعمالًا مازالت محفورة في الوجدان حتى اليوم مثل “ماشية السنيورة” و”ماتحسبوش يا بنات”.
كيف جعلت هذه الفرق شكل الحفلة يختلف قبل وجودها عما بعده ؟
منذ نهاية السبعينيات وبداية حقبة الثمانينات وظهور الفرق الموسيقية مثل المصريين والفور ام وغيرها من الفرق التي عزفت الأغاني وقامت بالمزيج بين الموسيقى الشرقية والغربية، واختلف شكل الساوند سيستم وأصبحت الحفلات بعد ما كان يتم نقلها عبر وسيلة الإذاعة أو التلفزيون فقط وأصبح الاعتماد على فكرة السماعات الكبيرة التي كان يطلق عليها ” تاور او بورج” وتطور الأمر لاعتمادها على مساحات أكبر والات أضخم، وانتقلت الحفلات مع هذه الفرق وما تلاها مع حقبة التسعينيات الى الشواطئ وكانت الأعداد غير محدودة ويستطيع الأفراد الحضور على مساحات كبرى، وذلك تطور شكل المسرح والأدوات الموسيقية.
وما هو الاختلاف في شكل الجمهور نفسه ؟
من الطبيعي أن تغيير جمهور المتلقي للأغنية وأيضًا فجمهور زمان كان يجلس على الكرسي ليستمع إلى اللحن والأغنية والجمل الموسيقية والكلمة الطيبة ويتفاعل مع المطرب بإذنه ووجدانه وحاليًا مع أغاني الراب والمهرجانات والايقاعات السريعة، أصبح الجمهور يقف على قدميه ويرغب في الرقص والحركة ولا يريد أن يستمع إلى كلمة أو لحن بل فقط يرقص ويتفاعل من خلال الحركة، ونجد مع تطور الزمن أصبح الشو والاضاءات والفايروركس، لذلك نجد أن سعر تذكرة الحفل الغنائية نفسه أصبح غاليًا لان الجمهور لا يسمع الصوت فقط، بل يرى استعراض كامل.
كيف ترى عملية المنافسة في هذا الإطار ؟
من المؤكد أن المنافسة الشرسة بين الفنانين جعلت الجميع يدخل افكارًا كثيرة للمنافسة والتفرد وجذب عدد كبير من الجمهور والسؤال هُنا من سيصنع الشو ومن يبهر الحضور؟، وبدأ يدخل الرقص والاستعراض والألعاب النارية والكورال الكبير وفتيات الاستعراض وتحول الأمر بعد ذلك ما يشبه الصناعة، ولذلك يأتي الفنان يسجل أغنيته في الاستوديو مع فرقته ويلعب الاغاني ومن ثم يضع المزيكا على” فلاش ميموري” بعد فصل صوته، ليضع الفلاش ميموري على الكمبيوتر في الحفلة وتلعب المزيكا ماعدا صوته يطلع للجمهور لايف ليتفاعل معه.
ما هي وجهة نظرك لعدم استمرارية الفرق بشكل عام؟
عمومًا أي فرقة تفترق بسبب اختلاف الظروف مثلًا أو اختلاف الزمن، ولكن بالطبع لا ينفى تأثر كل جيل بسابقيه، جيلنا تأثر بجيل العمالقة أمثال أم كلثوم وعبد الحليم وعبد الوهاب وغيرهم، وترك جيلنا تأثيرًا واضحًا في الجيل اللاحق مثل مطربي الراب الآن، لكن مطربي الراب والشباب الذين يسمعونهم، هم فقط يريدون الرقص والايقاع السريع دون أن يفهموا ما تقصد به الكلمات، لا أستطيع أن اقدم لهم أغنية مثل “أهواك” وأنا لك على طول”، فهم لا يريدون هذا اللون، ولكني اتصور انه بعد فترة من التشبع بهذا اللون يكونون على استعداد لتقبل ألوان وأنماط غنائية تكون هادية.