“وزير التعليم على رقعة شطرنج”
يبدو أننا لا نحتاج إلى عدسه
مكبره لكشف سجال رقعه
الشطرنج بين معالى وزير
التعليم ورؤيته النبيله فى إعاده
إعمار عقول أصابها العفن والجهل
(الذى هو أصل كل الشرور الآن)
وبين الفريق المجتمعي
(من طلاب ومعلمون وآباء)
فتاره كش وزير.. وتاره كش مجتمع
فالنظام القديم لم يكن ابدا الجنه
ونعيمها، بل كان يقع في المنطقه
النفسيه الدفيئه المبطنه بالآمان
ذات الطريق الواضح معالمه والذي
يضمن ترجيحية الوصول لوجهه
معلومه، رغم انه يقوم علي
تعليب العقل بل كوعاء يتم
ملأه.. لحين إفراغه بورقه
الإمتحان دون أن يتسائل عما
بداخله..نظام يخرج حمله
شهادات وليس حمله معارف
ومهارات.. بل ويربط قيمة الفرد
بنسبه مئويه لابقدراته
الحقيقيه ويحالفك الحظ في
تحقيقها.. إذا لم تصاب بوعكه
ليلتها أو تمالكت أعصابك حتى
الإسهاب المبين فتتلاشى وصمه
الفشل ونظرات الخيبه التي قد
تدفعك للإنتحار او الإنكسار أو
أن تنقل حلمك من ثوب (القمه)
إلى ثوب (القاع).. أليس كلاً منا
يجب أن يكون قمه فيما ينبغ فيه!
فما عادت المدرسه تعلم أو
تربى ولاسيما أخر ثلاث سنوات
وحل محلها معابد التعليم
الموازى التي قامت على أنقاضها
كإحدى ضحاياها والذى لولاه
لخوى المجتمع على عروشه بلا
كوادر مرضيه نسبياً ولسنوات
طوال.. بل وأتاحت فرصه أفضل
للمعلم غير عادله للبعض.. وكذا
فرص عمل لكثيرين داخل تلك
المنظومه الموازي.. ولا نغفل ما
شابها من حالات إستغلال
للطلاب والأباء ولدخلاء المعلمين
من( ليس ذي صفه).. ومع ذلك
فقد صنعوا معروفاً لا يمكن
إنكاره أو تقليم أظافرهم فجأه
دون حلول بديله مُرضيه.. كملف
العشوائيات حتى لا نخلق تيار
مضاد يعوق المنظومه الجديده،
وإذا كان من الحكمه إقتناص كل
فرصه نجاه فريده ومدروسه
محدده الخطوات الزمنيه
لإنتشالنا من وحل (مرض)
الجهل (بأثار متوقعه يمكن
تحملها).. فسيكون من البديهي
ايضا التوقف الحتمي عن تناول
الدواء.. اذا ما تفاقمت اثاره
وتخبطت جرعاته وتوقيتاته
مقارنةً بكم الاستفاده الملموسه
بشكل لايمكن تحمله، بدعوي
“نار المرض ولا جنه الطبيب”
صحيح ان بعض ملامح النظام
الجديد تتلألأ كالنجوم في السماء
نظرياً والآخر عملياً طيله فترة
التجربه حيث الاعتماد على..
*الفهم والتحليل (نواتج التعلم)
خاصه بأدوات رقميه عصريه،
فلا تسألنى عن المعلومه بل
إسألنى كيف تطبيقها “أينشتاين”.
* تخفيف الضغط العصبى بإتاحه
فرص التحسين.
*تحقيق تكافؤ الفرص في
التصحيح والرقابه.
*إيقاظ قوي المعلم الخفيه في
إنتاج الاف الأسئله الإستنتاجيه
والتفنن في عرض معلومه رقميه
بعدما تم قص أجنحتهم لسنوات
أعتقدوا فيها أن (الإبداع) جريمه!
على صعيد أخر يلمع في عين
أحدهما بريق (فزوره لايستطع
حلها حتى قائلها) في رأيه!
منظومه يطلب فيها من سائق
ملاكى تدريب أفراد لاخبره لهم
بقياده سياره نقل!!
يُطلب فيها من مسكين القفز
في البحر ليبلي بلاءاً حسناَ في
مسابقه لم يتدرب علي اشكال
مهامها جيدا!!
فمنظومه التعليم الجديده
جديره بالإحترام، وككل تجربه
لن تخلى من الأخطاء لكن مع
الأخذ في الإعتبار.. الإنطباع
الواقع في ذهن الكثيرين.. جراء
شعورهم كثيراً بإنفصال الوزاره
برؤياها عن الواقع المعاصر وكأن
كلاً في واد.. جراء تسارع وتيرة
وغموض بعض الإجراءات
والتخبط والتأجيل و تأخير
إعلان الخطوات للحظات
الأخيره أو التراجع، لاسيما
ضعف الكفاءات البشريه
والإمكانات الماديه و ادوات
التنفيذ في البيئه التعليميه
الجديده، وكذا عدم وجود
معياريه واضحه في صياغه
الأسئله التدريبيه وإجاباتها أو
التقييم أو الإمتحانات وعدد
الأسئله ودرجاتها مما يسمح
بتسلل الخوف والريبه في عروق
ووجدان المجتمع فينعكس علي
حدقيتهم من ضبابيه الرؤيه
والخطوات المجدوله لنستطيع
تقييم الإنجاز من عدمه، فمن
حق الراكب ان يعلم خط سير
القطار والمحطات التي سيمر
عليها وتوقيتاتها ليعلم توقيت
الوصول للوجه النهائيه (الرؤيه)
فنتلاشي فقدان البوصله وزياده
الضغط الأسرى والمادى
والإحباط والسخط العام،
لا اخفي عليكم سرا لولا إستمرار
التعليم الموازى بأشكال مستتره
لما إستطاع الطلاب التأقلم نسبياً
مع هذا النظام ..
“ولأن الإنسان عدو ما يجهل”
فقد نرتد لاشعوريا لمنطقه الأمان
الدفيئه اي لعباده اصنام (الجهل)
لمعالمه الواضحه خوفاً من عناء
الدين الجديد بمعاييره المضطربه،
لذا العمل علي إيجاد وسيله
تواصل مجتمعي مناسبه نعمل
من خلالها علي تهيئه وتمهيد
العقل الجمعي لكل ما هو جديد
وإيضاح الرؤيه بخطوات زمنيه
ممنهجه وسلسه.. تصل لعقول
ووجدان اغلب المعلمون والاباء
قبل الابناء.. ولاسيما حوار
مجتمعي شهري تتلقي فيه
الأطروحات والنقاشات.. وإلا
ستتحول الرؤي لشعارات جامده
يبددها الواقع..
فدعوتى ناقوس خطر!
وليست فوهات مدافع
تصوب نحو أجرأ المحاولات
الإصلاحيه من عقود طويله،
فأخشي ان نحشر في منتصف
الطريق فلا نستطيع العوده
للمألوف او نرسي علي ميناء
مستقبل مشرق.