آفاق مستقبلية واعدة للعلاقات الاستراتيجية العُمانية الخليجية
آفاق مستقبلية واعدة للعلاقات الاستراتيجية العُمانية الخليجية
مسقط، خاص:
“آفاق مستقبلية واعدة للعلاقات الاستراتيجية العُمانية الخليجية”، هذه هي السمة المميزة
للمنحى الجديد للعلاقات بين سلطنة عُمان ودول مجلس التعاون الخليجي، فمنذ انطلاق مسيرة البناء في سلطنة عُمان في مطلع السبعينيات من القرن الماضي.
، أولت عُمان اهتماما خاصا لدعم وتوسيع نطاق التعاون المشترك مع الدول الخليجية، حتى قبل إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية عام 1981م، .
وعملت بشكل دائم ومتواصل على تقوية الترابط الخليجي وتعزيز فرص السلام والاستقرار في المنطقة، مما جعل عُمان عمود أساسي في مسيرة العمل الخليجي المشترك.
ومنذ تولى السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان مسئولية الحكم في 11 يناير 2020، حرص على التأكيد على ثبات السياسة الخارجية العُمانية التي أرسى دعائمها المغفور له السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه،.
والقائمة على التعايش السلمي بين الأمم والشعوب وحسن الجوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية للغير واحترام سيادة الدول وعلى التعاون الدولي في مختلف المجالات، وحل الخلافات بالطرق السلمية بروح من الوفاق والتفاهم.
وحول مسيرة التعاون الخليجي، قال السلطان هيثم بن طارق في خطاب يوم توليه الحكم: “سنواصل مع أشقائنا قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الإسهام في دفع مسيرة التعاون بين دولنا لتحقيق أماني شعوبنا ولدفع منجزات مجلس التعاون قدماً إلى الأمام”.
يؤكد المحللون السياسيون أن الدبلوماسية العمانية تتسم بالثبات والديمومة والاحتفاظ بعلاقات طيبة مع مختلف الدول العربية والخليجية، هدفها الرئيسي أن يظل الخليج هادئا وعربيا، .
وأن يظل مجلس التعاون الخليجي قائماً ومستمراً رغم كل المشاكل والأزمات. واتسمت سياسات سلطنة عُمان ومواقفها بالوضوح والصراحة والشفافية، في التعامل مع مختلف المواقف والتطورات، خليجية وعربية ودولية، سواء على المستوى الثنائي، أو المتعدد الأطراف، أو الجماعي.
وحظيت الدبلوماسية العمانية بثقة الجميع وتقديرهم، بل أن تكون السلطنة طرفا فاعلا في كل الجهود التي تسعى من أجل حل المشكلات الخليجية والاقليمية وغيرها على امتداد العقود الماضية، وأن تكون السلطنة مقصدا للعديد من قيادات المنطقة والعالم للتشاور وتبادل الرأي.
وبناء على هذه الرؤية ظلت العلاقات العمانية العربية وبشكل خاص العمانية الخليجية تنمو وتتطور، ولا تترك على صفحة يومياتها إلا سياقًا موصولًا من المحبة والصفاء.
وفي العهد المتجدد من الزمن العماني المجيد والممتد في عمق التاريخ كانت القيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، تؤكد على الدوام على متانة العلاقات العمانية الخليجية والرغبة في تطويرها وتدعيمها بما يخدم الشعوب الخليجية المتطلعة إلى مزيد من التقارب والتعاون في مختلف المجالات.
هذه الرؤية العُمانية كانت مدعومة بسياق تاريخي في إدارة عُمان لعلاقاتها مع جميع الدول العربية ودول الجوار، وجميع دول العالم،.
وكان هذا السياق التاريخي يحظى دائمًا بدعم جماهيري من الأمة العمانية عبر التاريخ التي كانت تسعى لتوثيق عرى العلاقات مع الآخر وترفض رفضًا قاطعًا أسباب الشقاق مع الأخوة العربية والإنسانية.
وفي هذا السياق يؤكد المراقبون أن اجتماع المجلس العماني السعودي وافتتاح أعمال المنتدى الاستثماري العماني السعودي، يأتي امتدادًا للنتائج الإيجابية للقمة العمانية السعودية التي عقدت في يوليو الماضي، وشكلت ذروة العلاقات العمانية السعودية والرغبة الصادقة من البلدين في استمرار تدعيم تلك العلاقات التاريخية.
وفي ذات السياق يأتي اجتماع الدورة السابعة للجنة العمانية البحرينية التي عُقدت في المنامة وأكدت على أهمية الاستمرار في تعزيز الروابط الأخوية وكذلك تفعيل جوانب التعاون في المجالات الاقتصادية بشكل خاص إضافة إلى تعزيز العلاقات الاجتماعية الراسخة بين البلدين الشقيقين.
ولا شك أن هذه الاجتماعات التي تعكس متانة العلاقات العمانية مع الدول الشقيقة مستمرة لأن الأسس التي قامت عليها باقية في أسس السياسة العمانية ومدعومة من قبل الشعب العماني الذي يرى أن الخليج العربي عمق من أعماقه الاستراتيجية.