بيوتنا ليست بيوتنا
-
بيوتنا ليست بيوتنا
منذ طفولتي وأنا لا تحكمنى معايير التقدير النمطية للأشخاص مستوى اجتماعى أو مهنة أو منصب أو مظهرأتعامل من خلال ما لمحت من الروح أميل لأشخاص بسيطة سواء كان عالى المقام أوبسيط لا يبهرنى فلان ولاعلان ولا قصر ولا بيت بسيط أبحث عن المضمون والروح الفلسفة التى تعبر عن كل شخص فى شكل تصرفات وأفعال مهما طال الوقت المعادن تظهر يدهشنى جداً أن أجد أشخاص يتحولون فى التعامل معك لمجرد معرفة مستواك الإجتماعى منتهى السطحية ماذا سأستفيد أن من مستواك ما المعنى الذى سيعود على من كل هذه القشور أقسم بالله لا أبالى ولا يعنينى فلديا القدرة أن أعيش فى جزيرة وحدى منعزلة لا أعرف أخبار عن أى مخلوق أطور من نفسي وفقط أرمم عيوبي أطيب جروحى أسمح لنفسي بفرصة الحديث أصمت وأسمعها قرأت قصة رائعة يحكى أنه قديما مر رجل عجوز على قصر فوقف عند الباب مصمم على مقابلة صاحب القصر فرفض فقال للحارس أن يبلغ كلامه لسيده قال له أريدك أن تمنحنى فرصة البقاء فى هذه اللوكاندة عدة أيام فإندهش صاحب القصر من الكلام فأرسل الحارس لإحضاره أمامه وسأله ماذا تقصد بلوكاندة فرد العجوز بيوتنا ليست بيوتنا نبنيها ونعمرها ونضع أعمارنا وشبابنا لنزينيها ثم نموت ونتركها لمن بعدنا لا نأخذها معنا وربما من يسكنها بعدنا لا يتذكرنا منا من بنى بيته بالحرام ومات لم يستمتع به وتركه لٱخرين وذهب هو للجحيم ومن سيأتى بعدك سيتركها أيضاً فماذا تكون إذن رد صاحب القصر بالفعل بيوتنا ليست بيوتنا وأستضافه فى قصره كما أراد العبرة أن القصور والأموال والمناصب كلها أشياء مهمة ولكن لا تحدد قيمتنا وقيمة الٱخرين الذى يحدد قيمة الإنسان شخصيته الحقيقية أما القصور وتلك الأشياء للعيش فيها فقط لا الهوس بإقتنائها مهما كلفنا الأمر .
The post بيوتنا ليست بيوتنا appeared first on بوابة اليوم الإلكترونية.