“كيف تضيف إلي وقتك حياة؟!”

أشياء لم نفعلها بعد!

كيف تضيف إلي وقتك حياة؟!”

ذكر عالم الإجتماع السويدي (بيير يوهانسون) في مقالٍ له عن الربع الآخير في حياة الإنسان بعض نصائح لكبار السن واضعاً تجربته الشخصية امامهم، بعد تقاعده عن العمل بالتدريس الجامعي .. حيث قال:

بالأمس البعيد كنت طفلاً صغيراً، أتساءل اليوم أين ذهبت سنوات العمر تلك؟!

أعلم جيداً انني عشتها كاملاً، واتذكر لمحات عن أحلامي وآمالي وطموحاتي فيها.. ولكني فجأة اكتشفت انني دخلت الربع الأخير من حياتي وقد أدهشني ذلك الاكتشاف..وإنني بالفعل أعيش فيه!

أين ذهبت كل تلك السنوات الماضيه؟!
ومتى حدث وإلى أين غادرني الشباب؟!
كم صادفت وعرفت من كبار السن طوال رحلتي؟
وكم اعتقدت أن تلك الشيخوخة التي اتصفوا بها هؤلاء؛ بعيدةً عني؟

حدث ذلك حين كنت انا في الربع الأول من رحلة العمر، وكان الربع الرابع الآخير بعيدًا عني لدرجة أنني لم أتمكن من تصور كيف يمكن أن يكون حين ابلغه!!

ولكن .. ها هو الربع الرابع قد اقتحم علي بابي، وتجاوز اعتابي وسلبني عنفوان شبابي، رفاقي متقاعدون واصبحوا شيباً يتحركون ببطئٍ شديد، ويسمعون بعسر، ويجدون ان فهم بعض الاشياء اصبح شاقاً، بعضهم حالته أفضل مني وبعضهم أسوأ، لكني أرى التغيّر الجسيم في امورهم واحوالهم، ليسوا مثل الأشخاص الذين أتذكرهم بمخيلتي!

نحن الآن أولئك الأشخاص ( كبار السن ) الذين اعتدنا على رؤيتهم ومصادفتهم ولم نتخيل يومًا أننا سنكون مثلهم، اليوم اصبحت ارى أن مجرد تمكني من آخذ حمامي بمفردي؛ هو هدف حقيقي لهذا اليوم، وأخذ فترة القيلولة لم تعد اختيارية بعد الآن، إنها إلزامية، لأنني إن لم آخذ قيلولتي بإرادتي فأني سأغفو حيث أجلس!!

وهكذا أخطو الي الموسم الجديد من حياتي غير مستعد للأوجاع العظمية والآلام المختلفه وفقدان القدرة على القيام بأشياء كنت أتمنى ان اجد الوقت لأفعلها ولكني لم أفعلها أبدًا!

كم شعرت بالندم على أشياء كنتُ أتمنى لو لم أفعلها، وكم ندمت على ما كان يجب علي فعله ولم افعله، كما اكتشفت ان هناك العديد من الأمور التي أسعدنى القيام بها خلال ما مضى من العمر.

لذا.. إن لم تكن في الربع الأخير من حياتك بعد؛ دعني أذكرك أنه سيأتيك أسرع مما تتخيل، لذلك كل ما ترغب في تحقيقه في حياتك افعله الآن وبسرعة، إفعله اليوم، عش يومك بشكل جيد، تمتّع بوقتك، افعل شيئا ممتعًا، كن سعيداً، تذكر ان “الصحة ” هي الثروة الحقيقية وليست الاموأل او الذهب ولا الألماس ولا القصور.

يجب أن تعلم جيداً ويفضّل أن تضع في اعتبارك ما يلي :

• الخروج من البيت جيد ولكن العودة إليه وانت بخير أفضل.

• ستنسى الأسماء لا بأس، لأن بعض الأشخاص نسوا أنهم يعرفونك حتى!

• الأشياء التي اعتدت على القيام بها؛ لم تعد مهتمًا بها بعد الآن.

• ستنام حيث مكانك على الأريكة او المقعد وانت تشاهد التلفزيون، ستجد إنك تنام بشكل أفضل مما لو كنت نائماً في سريرك!

• ستستخدم الكلمات القصيرة مختصره مثل نعم، لا، ماذا، متى؟

• ستتحسّر على اشيائك الكثيرة وملابسك التي في الخزانة؛ فنصفها لن ترتديه أبداً.

* سيكون لكل شي قديم قيمته اكثر من ذي قبل في حياتك؛ مثل الأغاني القديمة والأفلام والمسرحيات، والطعام ايام زمان، ونكهة الأشياء التي تفضلها، وخاصةً الأصدقاء والمعارف القدامى!

وفي النهايه يقول:

“نحن نعلم جيداً أننا لن نستطيع أن نضيف وقتاً إلى حياتنا، ولكننا يمكن أن نضيف حياةً إلى وقتنا”

بيير يوهانسون

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.