نَوافِذ الحَيَاة بقلم/ وئام أحمد
نَوافِذ الحَيَاة بقلم/ وئام أحمد
ورَاء جمِيع النوَافِذ قِصصٌ تَتدَارىٰ لا يُدرِكهَا مَن يرَاها مِن بعِيد، قد تكُون مُزركَشة تَارة و مُغَبرة تَارة أُخرىٰ، حدِيثة ام أن أحجَارهَا عتِيقة، تُزينهَا زهُورٌ ام طيُور ، مهمَا كَانت عليهِ مِن الخَارج فإن فِي داخِلهَا قِصص تختلِف بين نَافذة وأخرىٰ مُجَاورةً لهَا. حيَاةٌ تبدأ ورَاء إحدىٰ النوَافِذ و حيَاة تنتهِي خلف أُخرىٰ. طُموحٌ بالكادِ يُرىٰ مِن خَلفِ نَافذةٍ مُضيئةٍ فِي سَاعاتٍ مُتأخرةٍ مِن الليل. ونافِذة تَشهَد دُمُوعًا تُسكَب كالأمطَارِ لتصل كالفيضَانِ، ونافِذة لم تَنَم فتَاتُهَا تنتظِر عُرسهَا غدًا وأُخرىٰ ورائهَا أُمٌ تنتظِر عَودة ابنَائِها، طَالبٌ يَحلم بالتفَوق و عَاشقٌ مُشتَاق لحبِيبتهِ و أبٌ يفترشُ سِجَادته يبتهِل بالدعَاءِ خلفَ النَافِذة مَساءً و شَابٌ يَعُدُ نُجُوم الفَرج و مُغترِب يَحلم بنَافذِة الوَطن … ثَائِر يَتطلع لفتحِ نَافذة الحُرية ومظلوم يُريد أن يَسترد حقهِ وظالِمٌ غير مُكترِث بظلمهِ وصديقٌ يُفكِر كيف يُدخِل السعَادة علىٰ قلبِ صدِيقه وفتَاة تُناجِي ربهَا بجبرِ الخَاطر…. النوَافذ مِن حَولِنا تَحمِل بدَاخِلهَا قُلوبًا لن نُدرِك يَومًا مَا تحوِيه ومَا تَحتوِيه، بل أن بعضهَا تَطِلُ علىٰ قُلُوبٍ لن يرَاها أحدٌ سِوىٰ اللّه. لكلِ نَافذةٍ تمشُون مِن جَانبهَا حِكَاية تعجزُ الأقلام عَن سَردِهَا، تَأملوا و ابتسِمُوَا فتِلك النوَافِذ تَتحدَث فِي صَمت بل هِي كتفٌ اتكأت عَليه الكثِير مِن الرُؤوسِ بل هِي الشَاهد علىٰ كَافة الذِكريَات والحِكايَات… انتبِهُوا عِند طَرقِ النَافِذة فهِي أشدُ ألمًا مِن طرقِ البَاب
The post نَوافِذ الحَيَاة بقلم/ وئام أحمد appeared first on بوابة اليوم الإلكترونية.